حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي إظهار قدر من الإنسانية المصطنعة وهو يدعو سكان شمالي قطاع غزة، للتوجه صوب مناطق الجنوب، بحجة أن يكونوا بمأمن على حياتهم. من اللحظة الأولى، كانت النوايا واضحة وهي مساعي جيش الاحتلال لفتح الطريق أمام قواته تهيدا للاجتياح البري المرتقب للقطاع، وكذلك ضمن مخطط تهجير الفلسطينيين الذي أثار تنديدا واسعا من عدة دول وفي مقدمتها مصر. لم تكد تمر ساعات، حتى افتضحت نوايا الاحتلال المارقة، عندما شن قصفا بربريا على قافلة من النازحين الذين غادروا مناطق الشمال. وأظهرت لقطات مصورة، عشرات الجثامين للشهداء على قارعة الطريق بجانب وجود عدد كبير من الشهداء على متن الشاحنة التي كانت مكشوفة، وكان واضحا أن أغلب روادها كانوا من النساء والأطفال. ووثقت اللقطات المصورة، احتراق شاحنة كانت تنقل نازحين في شارع صلاح الدين بغزة بعد أن استهدفها طيران الاحتلال الإسرائيلي، في مجزرة مروعة خلفت 70 شهيدا على الأقل، جلهم من النساء والأطفال. الاحتلال يقصف شاحنة كانت تقل نازحين إلى جنوب قطاع غزة#لبنان #إسرائيل #Every_Palestinian_is_oppressed #BadBunny #جمعه_طوفان_الاقصي #اسرائيل #فلسطين #محمد #Friday13th pic.twitter.com/vEslyHRTVT — Mix World (@alking14399969) October 13, 2023 ناشطون فلسطينيون يتداولون لقطات لما قيل إنها غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة كانت تقل نازحين فلسطينيين من شمال قطاع #غزة إلى جنوبها، وخلفت 70 قتيلاً وعشرات الجرحى#فلسطين #الحدث pic.twitter.com/rmslVq1oQl — ا لحدث (@AlHadath) October 14, 2023 لم تكد تمر ساعات قليلة حتى ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى في دير البلح، حيث استهدف مربع سكنيا كان عدد من النازحين قد احتشدوا صوبه. وشنت قوات الاحتلال قصفا مروعا أسفر عن تسجيل عشرات الشهداء والإصابات في دير البلح. مجازر الإبادة الجماعية مستمرة، فيديو من المنطقة الوسطى، دير البلح #غزة#GazzeUnderAttack pic.twitter.com/oNsFJCMQe0 — بلال نزار ريان (@BelalNezar) October 14, 2023 وتشن قوات الاحتلال، غارات مكثفة على قطاع غزة، ما يؤدي إلى قفزات كبيرة للغاية في إحصاءات الشهداء، والتي تشير أحدثها إلى تسجيل 2215 شهيدا بينهم 724 طفلا و458 سيدة وإصابة 8714 مواطنا آخرين بجروح مختلفة منهم 2450 طفلا و1536 سيدة. وسلطات الاحتلال التي تزعم أنها لا تقصف المدنيين في غزة، تركز على استهداف البنايات السكانية وتقصفها على رؤوس ساكنيها ودون سابق إنذار. وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية طوفان الأقصى، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة. في المقابل، أطلق جيش الاحتلال عملية السيوف الحديدية، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.