«أشكر كل من كان سببا فيما حدث لأنهم حقا علمونى الدرس جيدا.. فتعلمت عند اختيارى لأى فيلم أن أبحث حتى عن جنسية من يحمل حقيبة المخرج».. بتلك الكلمات الساخرة عبرت لطيفة فهمى، رئيسة النشاط الثقافى بالمركز الفرنسى للثقافة عن حزنها إزاء الهجوم الذى تعرضت له خلال أزمة عرض فيلم «شبه طبيعى» للمخرجة الإسرائيلية كيرين بن رافايل فى مهرجان «لقاء الصورة». لطيفة فهمى، التى توارت عن الأنظار خلال الأزمة خرجت عن صمتها، وقالت ل«الشروق»: لدى قناعة تامة بأن المركز الثقافى الفرنسى هو أرض فرنسية وليست مصرية وبالتالى فإن له الحق فى عرض ما يشاء حتى لو كان الفيلم يحمل الجنسية الإسرائيلية. غير أن فهمى عادت وقالت: أحب التأكيد أيضا على أننى لى موقف معروف ضد التطبيع بكل صوره، لكننى فى النهاية موظفة فى المركز الفرنسى، والعمل الاحترافى يجعلنى ألتزم باتجاهات المركز وليس قناعاتى الشخصية، وفى ظل هذا لا أرى أن عرض فيلم كهذا يعد تطبيعا. وانتقدت، رئيسة النشاط الثقافى بالمركز الفرنسى للثقافة، موقف المخرج أحمد عاطف الذى أعلن انسحابه من عضوية لجنة التحكيم بالمهرجان، وأوضحت: كان من الأفضل لأحمد عاطف أن يتصل بى ليبلغنى بأمر الفيلم قبل أن يعلن انسحابه رسميا ويخاطب الصحف أولا. وأشارت إلى أنها حاولت تدارك الأزمة بالتعاون مع المستشار الثقافى الفرنسى برفع الفيلم من فاعليات المهرجان، غير أن وزارة الخارجية الفرنسية التى يتبعها المركز الفرنسى أعادت الفيلم مرة أخرى. ولفتت فهمى إلى أن الفيلم فرنسى الإنتاج والمخرجة من إسرائيل ومعروف للجميع أن الفيلم يتبع جهة إنتاجه وليس مخرجه، موضحة أنها تلقت الفيلم من مدرسة «الفيميس» الفرنسية التى نعقد معها اتفاقية شراكة لتمنحنا أفلامها دون مقابل لتعرض لدينا، وهى مدرسة فرنسية كبيرة ومعروفة وفيلم «شبه طبيعى» لكارين بن رفايل هو مشروع تخرجها من تلك المدرسة. وقالت إن مديرة مدرسة «الفيميس» علقت على الأزمة قائلة إن «المخرجة الإسرائيلية تشكر أحمد عاطف بشدة لأنه منحها شهرة عالمية لم تكن تحلم بها يوما». وأعربت عن حزنها البالغ إزاء حملات الهجوم التى تعرضت لها، وقال «شعرت أننى بين مطرقة وسندان.. ووجدت نفسى بتلطش دون أى مبرر».. فكنت أمشى على طريق لو التفت يمينا أو يسارا لجرحت.. فقد كان موقفا عصيبا» وشددت فهيم على أن المهرجان سيستمر فى العام المقبل «ولكن من خلال الدروس التى تعلمتها من الأزمة قررت أن أقوم بالبحث بصورة أكبر وأعمق عن أى فيلم سيعرض بالمهرجان لأعرف جنسية حامل حقيبة المخرج». ورفضت، رئيسة النشاط الثقافى بالمركز الفرنسى للثقافة، الخوض فى موقف السينمائيين المصريين الذين هاجموا المهرجان، وقالت: الجميع أحرار فى مواقفهم، لكننى مثلا تحدثت مع المخرج يسرى نصر الله وقال لى إن المخرجة مستفزة لأنها تحدثت عن عملها كمونتيرة بالجيش الإسرائيلى فقلت له إن جميع الإسرائيليين يؤدون الخدمة إجباريا فى الجيش، وليس صحيحا ما قيل عن أن المخرجة قالت إنها تحلم بالعمل فى الجيش الاسرائيلى.. «هذا كلام زائد عن الحد وليس له أساس من الصحة». وحول موقفها من المخرجين الشباب الذين سحبوا أفلامهم من المهرجان، أوضحت: رغم انسحابهم إلا أننى أفكر حاليا فى كيفية منحهم حقوقهم لأننا فى الأصل أقمنا المهرجان من أجل شباب المخرجين والجمهور من أجل مشاهدة أعمال متعددة، ولهذا رغم أن الجوائز والدروع الآن ملقاة فى إحدى الغرف إلا أننى أفكر فى كيفية منح هؤلاء الشباب ما حرموا منه خلال المهرجان.