قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام وعضو لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، إن ما يقوم به الدكتور محمد البرادعى، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة، حاليا وأعضاء اللجنة الوطنية للتغيير، من تجميع توقيعات للمصريين حول تعديل الدستور قد يختلف التعامل معها إذا وصل عددها إلى مليون مصرى، مرجعا السبب، خلال حديثه لبرنامج «مصر النهارده»، الذى أذيع مساء أمس الأول على القناتين الفضائية المصرية والثانية الأرضية، إلى أن رقم المليون يمثل كتلة كبيرة من الجماهير المصرية مما يعطى دعوى تغيير الدستور نوعا من الشرعية. وأوضح سعيد أن الحراك السياسى فى مصر ليس له علاقة بالمسألة الدستورية لأنها حتى هذه اللحظة مسألة نخبوية، كما أن تحديد صلاحية المرشحين للانتخابات الرئاسية سيتحدد وقت هذه الانتخابات، لافتا إلى أنه كان أحد الشخصيات المنادية بتعديل بعض مواد الدستور فى داخل الحزب الوطنى نفسه، وأن هذه «الأصوات قلة فى داخل الحزب يمثلون تيار أقلية ينادى بضرورة تعديل الدستور»، وقال: «هذا النوع من النقاش موجود داخل الحزب الوطنى، لكن تعديل الدستور، هذه المرة، يحتاج إلى وقته وألا يكون تحت ضغط الوقت بحجة الانتخابات المقبلة»، لافتا إلى أن المواد التى تحتاج إلى تعديلات برأيه هى «المادة الثانية والمواد 77 و88 و76»، مشددا على أن الأهم هو «احترام الدستور الحالى لحين الانتهاء من التعديل المطلوب الذى يحتاج إلى تفكير عميق من خلال حوار وطنى على مستوى واسع يتم فى نهايته انتقاء الأفراد الذين سيقومون بهذه المهمة». وأشار سعيد إلى أن الدستور جزء من العملية السياسية، فالعراق تمت بها مؤخرا انتخابات رئاسية نزيهة تحت رقابة دولية وإقليمية ومحلية لكنه بمجرد انتهاء الانتخابات وقعت تفجيرات من المواطنين وكادت البلد أن تكون على حافة حرب أهلية، وقال: «لذا فعلينا ألا نضع لقضية تعديل الدستور وزنا كبيرا بقدر ما نهتم بالطلب السياسى للدستور والسياسات التى ستستخدم حال تعديل المادة الدستورية». واعتبر سعيد أن المعادلة التى يطرحها الدكتور البرادعى مستحيلة حيث تتضمن مطالبة الشعب المصرى بتجهيز الأرضية التى تتمثل فى تعديل مواد الدستور ثم إذا رغبوا فى تنصيبه رئيسا للجمهورية يقومون بترشيحه، وقال إنه من التناقض أن يطالب البرادعى الشعب بأن يقوم بدعوة الأجهزة والمؤسسات التى قامت على الدستور الحالى لتقوم بتمهيد معين يسمح له بالدخول الى الساحة السياسية. وتابع: «ما يقلقنى فى كلام البرادعى هو حديثه عن تخويف الأمن للناس، بالإضافة إلى تعليقاته المؤيدة لتظاهر شباب 6 أبريل الأخير فى ميدان التحرير، رغم أنه لا توجد عاصمة فى العالم يتظاهر مواطنوها فى قلبها ويشلون المواصلات، لذا كان على البرادعى أن يتفهم ذلك، وأخشى أن يتورط البرادعى مع بعض الأفراد الذين يرغبون فى إقامة صدامات مع الشرطة بهدف خلق عدد من القضايا الخاصة بحقوق الإنسان». ورأى سعيد أن مشاركة البرادعى فى الاحتفالات الدينية القبطية وذهابه إلى المساجد، هو جزء من تدينه لكنه استدرك: «أختلف معه فى جلوسه مع جماعة الإخوان، رغم إعلان الإخوان أن برنامجهم السابق كان خطأ، أن يصرحوا بأن هذا البرنامج سحب نهائيا بلا رجعة وعرضوا برنامجا مدنيا حقيقيا خاصا بهم، فإنه لا يستطيع أى قائد ديمقراطى فى العالم أن يجلس مع جماعة فاشية».