قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنّ الرسالة النبوية المحمدية تنفرد عن باقي الرسالات السابقة بأمرين. وأضاف في كلمته خلال فعاليات احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أن الأمر الأول يتمثل في أن رسالة النبي محمد عامة للناس جمعاء تتخطى حدود الزمان والمكان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأوضح أن عموم هذه الرسالة أمرٌ لم يزعمه المسلمون من أنفسهم لترويج الإسلام كما تذهب إلى هذه الأكذوبة، طائفة من الغربيين القلقين من انتشار الإسلام، وأيضا من تلاميذهم من أبناء المسلمين ممن يعيشون بأجساهم في الشرق ويرهنون عقولهم وعقائدهم وأقلامهم لفلسفات وثقافات ومذاهب تكره الإسلام وتتربص به الدوائر. وأشار إلى أن هؤلاء وهؤلاء يقولون إن الإسلام دين محلي، خاص بجزيرة العرب، وأن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم هم من قرروا الخروج به بعيدا عن الجزيرة العربية. ولفت إلى أن النتيجة المستهدفة من وراء هذا الجدل هي أن غير العربي لا يصح أن تتوجه إليه دعوة الإسلام، موضحا أن هذه الطائفة عمت عن الأدلة والبراهين والحجج التي حملها القرآن الكريم، وكلف فيها النبي محمد صلى الله عليه بشكل صريح بأن يُعلِم الناس بعموم دعوته للعالم كله. وأكّد أن هناك رسائل بعث بها النبي الكريم للملوك والأمراء ودعاهم فيها للإسلام، مثل رسالته إلى هرقل ملك الروم، وكسرى ملك فارس، والنجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك مصر والإسكندرية. ونوه بأن الأمر الثاني يتمثل في أن الرسالة المحمدية خاتمة، وأن نبيها هو آخر الأنبياء، وتلا على الناس ما أنزله الله عليه في هذا الشأن. يُشار إلى أن فعاليات الاحتفال استُهلت بتلاوة قرآنية، تلاها القارئ أحمد تميم المراغي، كما شهد الرئيس فقرة ابتهالات ومدائح نبوية بعنوان «أوبريت أنبياء الله»، بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية، كما كرم الرئيس عددا من العلماء والأئمة والقراء والمفتين والواعظات. وخلال الفعالية، أهدى وزير الأوقاف، الرئيس السيسي، هدية تذكارية تتمثل في موسوعة الثقافة الإسلامية وهي أحدث إصدارات الوزارة في مجال تجديد الخطاب الديني. وشارك في الاحتفال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وعدد من الوزراء والسفراء وكبار رجال الدولة.