إعادة شمس الزناتي وسيد سبرتو للحياة.. هل هي ضجة إعلامية أم وجه آخر ل«التوريث في الفن»

انتشرت في الآونة الأخيرة، أخبارا تؤكد اتفاق الفنان محمد إمام على لعب دور "شمس الزناتي" الذي سبق وقدمه والده عادل إمام في فيلم يحمل نفس الاسم قبل 32 عاما، وأخبارا أخرى تشير إلى تعاقد ابن خالته الفنان عمر متولي، على تجسيد دور "سيد سبرتو" الذي سبق ولعبه والده الفنان الراحل مصطفى متولي في فيلم "شمس الزناتي".
الأمر الذي أصبح يثير تساؤلات الناس، عن الأسباب التي تدفع بنجمين شابين لإعادة تقديم نفس الأدوار التي سبق وقدمها والداهما منذ عشرات السنين.
فيرى البعض، أن هذه الأخبار ما هي إلا "ضجة إعلامية" ومحاولة لإثارة الجدل وتصدر التريند، وهو الهوس الذي يشغل الجميع مؤخرا.
ويرى آخرون، أن ما يحدث هو وجه آخر لظاهرة "توريث الفن"، وهي التهمة التي طالت جميع أبناء الفنانين بلا استثناء، مهما كانت درجة تمتعهم بموهبة التمثيل، واستند هؤلاء على تصريحات بعض صناع الأعمال الجديدة المأخوذة عن فيلم "شمس الزناتي"، والتي أكدت أن هذه الأخبار حقيقية، وليست مجرد ضجة إعلامية كما يدعي البعض، ومنها تصريحات صحفية أدلى بها المخرج عمرو سلامة، تحدث فيها عن بدء التحضير لفيلم "شمس الزناتي" بطولة محمد إمام، وسيناريو وحوار محمد الدباح، وأن هناك اجتماعات مكثفة تجمعه ببطل العمل؛ لمناقشة التفاصيل ليخرج الفيلم بأفضل صورة ممكنة.
وكتب المؤلف محمد صلاح العزب، منشورا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يؤكد حقيقة الأخبار التي أشارت إلى تقديم عمر متولي "شخصية سبرتو" من فيلم "شمس الزناتي" في مسلسل مكون من 10 حلقات.
وقال العزب، في منشوره، إنه متحمس جدا لهذا المشروع، وللعمل مع عمر متولي للمرة الثالثة، مؤكدا أنه متيقن أن عمر سينتقل لمكانة متقدمة في مهنة التمثيل؛ لأن لديه الكثير لم يكشف عنه بعد.
- ليست السابقة الأولى
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يستفيد فيها الأبناء من ميراث آباءهم الفني بهذا الشكل الصريح، فسبق وأن أعاد السيناريست أحمد أبو زيد كتابة سيناريو فيلم "العار" الذي سبق وكتبه والده السيناريست الراحل محمود أبو زيد في مسلسل يحمل نفس الاسم إنتاج عام 2010، ولعب بطولته كل من مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة، بدلا من نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي.
ثم أعاد الابن كتابة فيلم "الكيف" الذي سبق وكتبه والده، وحوله إلى مسلسل إنتاج عام 2016، ولعب بطولته كلا من باسم سمرة وأحمد رزق، بدلا من محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني.
وفي عام 2013، حينما كان الفنان إيمان البحر درويش بعمر ال58 عاما، جسد دور جده فنان الشعب الراحل سيد درويش في مسلسل "أهل الهوى"، تأليف محفوظ عبد الرحمن، وإخراج عمر عبد العزيز، رغم أن سيد درويش رحل عن في عمر ناهز ال31 عاما، لكن رأي إيمان ومعه صناع العمل أنه الأحق بتقديم دور جده على الشاشة.
- ظاهرة توريث الفن
تهمة "توريث الفن" طاردت كل أبناء الفنانين بلا استثناء، وناقشت الكثير من وسائل الإعلام هذا الأمر باعتباره ظاهرة انتشرت بكثافة شديدة في العشر سنوات الأخيرة، حيث يستفيد الأبناء من شهرة آباءهم وأمهاتهم؛ لتحقيق أهدافهم سريعا نحو الشهرة والنجومية، استنادا إلى الدعم الذي ينالونه من قبل صناع الأعمال الفنية، إما بناء على طلب مباشر من الآباء، وفرض أبناءهم على الأعمال التي يشاركون في بطولاتها، أو مجاملة من قبل المنتجين لهذا الفنان الشهير.
ورُصدت قائمة ضمت العديد من أسماء الفنانين، واتهموا أنهم عملوا بالفن بالواسطة، مهم الفنان محمد إمام التي كانت بدايته الفنية في فيلم "عمارة يعقوبيان" مع والده الفنان عادل إمام، ومنهم دنيا وإيمي سمير غانم بنات الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز، وأحمد السعدني نجل الفنان صلاح السعدني الذي اعترف في لقاء تليفزيوني أنه لولا عمل والده ما اتجه للعمل في التمثيل، وصرح بأنه يتمنى إعادة تقديم دور حسن أبو كيفه، التي سبق وقدمها والده في مسلسل "ارابيسك" وغيرهم.
- موقف الأبناء
في المقابل، اعتبر كثير من أبناء الفنانين أن هذا الأمر سبب عائقا كبيرا في مشوارهم الفني، منهم الفنانة حنانة مطاوع ابنة الفنانين كرم مطاوع وسهير المرشدي، التي قالت في حوار لها سابق مع "الشروق"، إنها جاهدت طوال مشوارها حتى لا يضعها الجمهور في خانة "أبناء الفنانين".
وتابعت: "حينما بدأت التمثيل كان أبي متوفيا، وأمي لم تساعدني أبدا، ورغم أنني ابنة فنانين كبيرين لكن كنت وحيدة أحصل على أدوار غير مرئية، لا فرق بيني وبين أي مبتدئ في عالم التمثيل، والحمد لله أن الناس شعرت بهذا، ولم أكن يوما في خانة أبناء الفنانين".