يعد دير سانت كاترين قيمة تاريخية دينية وأثرية، لكونه ثاني أقدم دير على مستوى العالم، ومازال الدير يحتفظ بكافة معالمة، وعلى الرغم من الحياة المعاصرة المتطورة إلا أن رهبان الدير مازالوا يعيشون على العادات البدائية في كل شيء، ومن أهم هذه العادات البدائية هو إنتاج الخبز من "الفرن" البلدي الخاص بالدير. قال رمضان الجبالي، حارس دير سانت كاترين وحامل مفاتيح الدير، إن دير سانت كاترين بجنوب سيناء، مازالت كافة مكوناته تعمل بكفاءة على الرغم من كونها أصبحت أدوات ووسائل بدائية مقارنة بالوسائل الحديثة التي يشهدها العصر، مؤكدًا أن الدير يضم "فرنبلدي" جرى إنشاؤه مع منذ تاريخ نشأة الدير، ولازال يعمل على إنتاج الخبز الخاص برهبان الدير بكفاءة وجودة عالية، ويحرص زوار الدير من كبار الشخصيات على تناول هذا الخبز. وأوضح "الجبالي" في تصريح اليوم، أن "الفرن" مازال يحتفظ برونقه، وشكله المميز الذي جرى إقامته لإنتاج الخبز باستخدام الحطب، لافتًا إلى أن هذا "الفرن" كان المخبز الوحيد الذي كان يوجد بمدينة سانت كاترين، لذا حرص رهبان الدير على إنتاج حصة إضافية يومية لأهالي المدينة من قبيلة الجبالية، هذه القبيلة التي نجحت في تكوين علاقة وثيقة مع رهبان الدير، حتى أصبحت هي من تحمي حمى الدير، وتقوم على رعاية الرهبان حتى اليوم. وأكد، أن "الفرن" مازال أحد أهم معالم الدير، ويجري حاليًا تشغيله مرتين في الشهر للإنتاج حصة الخبز الخاصة بالرهبان فقط، وبدأ أهالي المدينة في الحصول على حصتهم من الخبز من المخابز التابعة لمديرية التموين بالمدينة، ولكن مازال رهبان الدير يقدمون ذلك الخبز كواجب ضيافة لرواد الدير. وأشار إلى أنه على الرغم من الاحتفاظ بشكل "الفرن" منذ القدم، إلا أنه يعمل بالغاز الآن بدلًا من الحطب، ولكنه يحتفظ بكافة معالمه الأثرية، ويقوم عمال الدير بتشغيله مرتين في الشهر فقط، على أن يجري إنتاج خبز يكفي رهبان الدير لمدة 15 يومًا في كل مرة. وأضاف، أن رهبان الدير مازالوا يحرصون على إعطاء عمال الدير القائمين بتشغيل "الفرن" حصة من هذا الخبز المميز التي يجري إنتاجه مرتين في الشهر فقط. ويعد دير سانت كاترين أحد أهم و أقدم الأديرة في مصر والعالم، وهو من المعالم السياحية الدينية والأثرية الهامة عالميًا، ويتبع للروم الأرتودكس، جرى إنشاؤه على سفح جبل سانت كاترين بجنوب سيناء، بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، منذ القرن الرابع الميلادي؛ لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء. ويحيط بالدير حدائق من أشجار الزيتون، والمشمش، والبرقوق، والورود، ويوجد داخل الدي كنيسة الجماجم تضم الهياكل العظمية برهبان الدير الذين توفوا، ويضم أيضًا كنيسة تجلي السيد المسيح، وعشر كنائس أخرى، وأماكن إقامة الرهبان، وقاعة طعام، ومكبس لعصر الزيتون، والمسجد الفاطمي، ومكتبة تضم كتبًا نادرة و 6000 مخطوطة.