انطلقت فعاليات مهرجان (أيام المنارة المسرحية الدولي) الليلة الماضية على خشبة مسرح وسينماتك القصبة بعرض أول لمسرحية (العرس) للكاتب التونسي محمد إدريس والمخرج الفلسطيني جورج إبراهيم. وعلى مدار ساعة يقدم الزوجان فاتح الذي يلعب دوره الفنان صالح بكري وسارة التي تؤدي دورها الفنانة حنان حلو وبأسلوب يميل كثيرا إلى الكوميديا عرضا لواقع صعب يعيشه الشبان في ظل واقع اقتصادي واجتماعي تتكسر فيه الأحلام ما بين بيت آيل للسقوط ومهدد بالهدم وراتب لا يكفي لحياة كريمة. ويبتعد الفلسطينيون في هذا العمل المسرحي الذي يأتي لإكمال ما انتهت إليه المسرحية الألمانية (ليلة زفاف البرجوازي الصغير) لبرتولد برشت عن التعرض للاحتلال والسياسة بشكل مباشر مكتفين بالحديث عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم. ويرى صالح بكري بطل العمل انه "لا يجب ان نكون كل الوقت محاصرين في الاحتلال.. هذا الوباء". وقال لرويترز بعد العرض: "هذا أول عمل مسرحي كوميدي وكان تحديا كبيرا بالنسبة لي. عملنا على المسرحية ثلاثة أشهر والمشاكل التي تطرحها المسرحية مشاكل موجودة في كل مكان". يؤدي صالح دور زوج متناقض الشخصية يعمل في قسم الضريبة راتبه لا يكفي لحياة كريمة. وفي حين يرفض ما قامت به زوجته من رقص مع صديقه في حفلة العرس فإنه يطلب منها بعد ذلك مغازلة مسئول البلدية لإلغاء قرار هدم المنزل. وقالت حنان حلو التي أدت دور الزوجة إن العرض "تناول الوضع الاجتماعي في المسرحية وهو لا يقل أهمية عن الوضع السياسي". وكرم مهرجان (أيام المنارة المسرحية الدولي) في حفل الافتتاح الذي حضره رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كلا من المخرج والممثل التونسي توفيق العايب والممثلة المغربية آمال عيوش والفنانين الفلسطينيين فؤاد عوض وجوليانو خميس ورائدة غزالي حيث قدم لهم تمثالا زجاجيا صغيرا قال اشرف العجرمي رئيس مجلس إدارة المسرح أنه مصنوع من الزجاج فيه رمل وماء وهواء من القدس. وقالت آمال عيوش التي تشارك في اليوم الثاني للمهرجان بالمسرحية المغربية (هو) لرويترز بعد تكريمها: "بالنسبة لي الهدية التي حصلت عليها رمز نتمنى نهديه لكل من يساهم من اجل المسرح الذي هو جزء من النضال". وأضافت "هذه المرة الأولى التي ازور فيها فلسطين للمشاركة في مهرجان مسرحي وهي فرصة جميلة جدا المسرح يقرب بين الشعوب من خلال التبادل الثقافي والسياسي." وقالت إنها كانت بين خيارين إما العودة إلى المغرب وعدم الدخول إلى الأراضي الفلسطينية بسبب إصرار الجانب الإسرائيلي على ختم جواز سفرها. ويرفض عدد من الفنانين العرب المشاركة في المهرجانات الثقافية والفنية في الأراضي الفلسطينية بسبب حاجتهم إلى موافقة الجانب الإسرائيلي والمرور بإجراءاته على المعابر المؤدية إلى الأراضي الفلسطينية الخاضعة لسيطرته الكاملة. وتستمر فاعاليات المهرجان في دورته الثالثة حتى الخامس عشر من ابريل بعروض مسرحية من المغرب وتونس وإيطاليا وفرنسا إضافة إلى الفرق الفلسطينية المحلية