تبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينية التهديدات اليوم الثلاثاء، على تزايد حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية في ظل هجمات متكررة أسفرت عن شهداء فلسطينيين وقتلى إسرائيليين. واستشهد فتى فلسطيني يبلغ (17 عاماً) صباح اليوم برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته جنين في شمال الضفة الغربية. وهذا ثالث قتيل فلسطيني منذ يوم الخميس الماضي. ومنذ بداية العام الجاري، استشهد أكثر من 220 فلسطيني غالبيتهم برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية في ظل موجة توتر غير مسبوقة منذ سنوات. وشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طالت نحو 50 شخصا في كل من رام الله والخليل ونابلس وجنين وقلقيلية وسلفيت وطولكرم وتخللها اقتحام منازل سكنية وتفتيشها. وأعلن الجيش عن اعتقال قواته مشتبهين بتنفيذ هجمات مسلحة وضبط أسلحة. وقتل ثلاثة إسرائيليين بينهم سيدة في اليومين الماضيين في عملية إطلاق نار في الضفة الغربية. وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 34 منذ بداية العام منهم 27 في عمليات إطلاق نار، و4 في عمليات دهس وقتيل في عملية طعن، بالإضافة لقتيلين في إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة بحسب وسائل إعلام عبرية. وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للحكومة الإسرائيلية (الكابينيت) اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقرر "اتخاذ خطوات تستهدف الناشطين الفلسطينيين ومرسليهم". وعقبت الرئاسة الفلسطينية بأن ما وصفته العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه "لن يجلب السلام والاستقرار لأحد". وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان بأن "الأمن لا يتجزأ، إما سلام وأمن للجميع، أو لا سلام ولا أمن لأحد"، معتبرا أن ممارسات إسرائيل "أوصلت الأمور إلى طريق مسدود وخطير". وفي السياق حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية من أن توسيع رقعة الاستهداف الإسرائيلي "سوف يسهم في توسيع رقعة المواجهة وتصعيدها". وصرح هنية في بيان بأن الشعب الفلسطيني "سيقابل الحصار والإغلاق والاستيطان بالصمود والمقاومة، وأن لا حل سياسي ولا أمني في الضفة إلا أن يرحل المحتل عن أرضنا وقدسنا". كما أعلن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن تهديدات إسرائيل "لا تخيف الشعب الفلسطيني ومقاوميه، والمقاومة ستمارس حقها الطبيعي والمشروع في التصدي والرد على أي عدوان".