أُقيمت مساء أمس وحتى صباح الثلاثاء، احتفالات المسيحيين بالليلة الختامية لنهضة السيدة العذراء بجبل درنكة في أسيوط، وذلك بمشاركة الآلاف من أقباط محافظات مصر وإثيوبيا وارتيربا، الذين حرصوا على حضور دورة أيقونات السيدة العذراء في ختام احتفالات دير درنكة بأسيوط بصوم العذراء، والذي بدأ 7 أغسطس الجاري واختتم أمس الاثنين؛ احتفالا بالفترة التي مكثت فيها العائلة المقدسة داخل مغارة دير درنكة. وتقدم موكب الدورة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير السيدة العذراء بجبل درنكة، وسط حضور كثيف من مختلف محافظات الجمهورية، وجالية الكنيسة الأثيوبية والإرتيرية. وانطلق موكب دورة أيقونات السيدة العذراء مساء أمس الاثنين وسط زغاريد السيدات ودقات طبول الشباب وإلقاء الحلوى والورود، خلال مرور موكب الدورة من المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة حتى كنيسة الملكة بمدخل الدير. وتعالت الهتافات والأناشيد والترانيم في مكبرات الصوت في كل أرجاء الدير وتسارع الزائرين على لمس صور السيدة العذراء التي يحملها شباب الشمامسة حتى يحصلون على البركة منها أثناء سيرهم وسط ترديد "السلام لك يا مريم" و"أمدح في البتول" و"السلام لك يا مريم" ترانيم وألحان ينشدها الزائرون لتتعانق قلوب المحبين بالسيدة العذراء مريم، والسيد المسيح "عيسى"، خلال مشاهدتهم موكب دورة أيقونات السيدة العذراء. وهنأ الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير درنكة الحضور بختام احتفالات صوم العذراء قائلا: "العدرا أم النور التي باركت هذا المكان مع ابنها القدوس تبارككم بكل بركة وخير"، مرددا: "أم النور تدبر الأمور بشفاعتها القوية". وقال القس عاموس بسطا سكرتير المطرانية في تصريحات خاصة، إن هذا الاحتفال من كل عام في ذكرى لجوء العائلة المقدسة إلى مغارة جبل درنكة للاحتماء من بطش الرومان، ويعد الدير واحدا من أهم الأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين في مصر وخارج مصر، موضحا أن دير العذراء استمد شهرته ومكانته من زيارة مريم العذراء والمسيح خلال رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث كان هذا الدير هو آخر مكان للعائلة المقدسة، ومنه عادوا إلى فلسطين. وأوضح سكرتير المطرانية، أن الدير يضم مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة السيدة العذراء "المغارة"، والتي تقع داخل حضن الجبل ويبلغ طول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا، وهي منذ نهاية القرن الأول المسيحي، وهذه المغارة ترجع إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وهناك كنيسة السيدة العذراء المنارة، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.