استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كيف تحول مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من ساعده الأيمن إلى شاهد مهم في محاكمته بشأن قضية محاولة إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. وذكرت الصحيفة أن بنس يلعب دورا استثنائيا في قضية جنائية تاريخية ضد ترامب، مشيرة إلى أن تحول بنس المذهل من المساعد الأكثر ولاءًا لترامب إلى شاهد أساسي، وإن كان مترددا، لمحاكمته أصبح واضحا هذا الأسبوع، عندما برز كشخصية رئيسية ربما في لائحة اتهام تتهم الرئيس السابق بالتآمر الإجرامي لقلب نتائج الانتخابات لعام 2020. ومن مكالمة هاتفية متوترة بين بنس وترامب يوم عيد الميلاد إلى ما أزيح عنه الستار حديثاً بشأن أن بنس احتفظ ب"ملاحظات" حول الفترة المضطربة التي سبقت أحداث 6 يناير عام 2021، تحدثت لائحة الاتهام بالتفصيل عن جهود بنس لعرقلة مخططات رئيسه وأوضحت التمزق في علاقتهما. وبحسب لائحة الاتهام، وبخ ترامب بنس بعدما رفض حديث الرئيس عن وجود مؤامرة بشأن الانتخابات. ومع ذلك كان بنس مترددا في تبني دور خصم ترامب، حيث يصوره باعتباره ضحية ظروف مؤسفة أكثر من كونه عقلا مدبرا لمؤامرة سرقة الانتخابات. وقال بنس في بيان، مساء الثلاثاء: "أي شخص يضع نفسه فوق الدستور لا يجب أن يكون رئيس الولاياتالمتحدة د مطلقا". لكن بحلول أمس الأربعاء، كان بنس يلقي باللوم على محامي ترامب "غريبي الأطوال" خلال توقفه في معرض ولاية إنديانا وأعرب عن أسفه بشأن لائحة الاتهام في مكالمة خاصة مع المتبرعين، قائلاً: "كان لدى آمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد". ورد ترامب باستهزاء حيث، كتب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به "تروث سوشيال": "أشعر بالسوء تجاه مايك بنس، الذي لا يجذب أي حشود، أو حماس، أو ولاء من الناس الذين بصفته عضو في إدارة ترامب، يجب أن يحبوه". ويعتبر هذا الأمر أحدث فصل في الشراكة المعقدة التي بدأت مع اختيار ترامب لبنس نائبا له، والآن الاصطدام بينهما في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل، وهو صدام تاريخي يتحدى فيه نائب رئيس سابق رئيسه. ويعتبر بنس من أبرز المتسابقين الجمهوريين المعرضين لخطر عدم بلوغ أول مناظرة جمهورية، حيث قال مدير حملته للمتبرعين، الأربعاء، إن لديه أكثر من 30 ألفا من المتبرعين ال40 ألفا المطلوبين للتأهل. في المقابل، لا يزال ترامب يتمتع بشعبية ساحقة في الحزب، وخلال الحملة الانتخابية، يتحدث بنس بانتظام باهتمام عن إنجازات "إدارة ترامب-بنس". من جهته، قال مارك شورت، الذي كان كبير موظفي بنس في نهاية عهد الإدارة والآن مستشار بارز في حملته الانتخابية لعام 2024: "إنها نهاية مؤسفة لشراكة رائعة أنجزت الكثير من أجل الشعب الأمريكي". ومنذ بداية حملته، كان بنس منفتحا بشأن اختلافه عن ترامب فيما يتعلق بالتصديق على الانتخابات في 6 يناير عام 2021. ومع ذلك، عندما صدرت نسخة من شهادة بنس أمام هيئة محلفين في واشنطن الشهر الماضي، ظهرت 18 صفحة تم حجبها، الأمر الذي يثير تكهنات بشأن ماهية الأدلة التي ربما قدمها ضد رئيسه السابق. وجاء الجواب، الثلاثاء، في لائحة الاتهام المكونة من 45 صفحة من المستشار الخاص جاك سميث، مع مشاركة بنس في بعض من أكثر المشاهد حيوية. وكان في صميم الاتهامات جهود ترامب للضغط على بنس لوقف التصديق على فوز جو بايدن في تصويت المجمع الانتخابي في 6 يناير. وتضمنت جهود الضغط مكالمة هاتفية يوم عيد الميلاد، بحسب لائحة الاتهام، والتي هاتف فيها بنس ترامب للقول "عيد ميلاد سعيد". واستخدم الرئيس السابق المكالمة كفرصة ليطلب منه رفض تصويت الهيئة الانتخابية. ورد بنس: "تعلم أنني لا أعتقد أن لدي السلطة لتغيير النتيجة". وتحدث الاثنان مجددا يوم رأس السنة الميلادية، عندما قال بنس مجددا إنه لا يتمتع بسلطة دستورية لوقف وصول بايدن إلى السلطة وإن تلك الجهود "غير لائقة"، بحسب لائحة الاتهام. وعلى مدار أشهر، أكد بنس أن "التاريخ سيحاسب دونالد ترامب" على أفعاله في 6 يناير. لكنه تجنب القول ما إذا كان يجب على النظام القضائي ذلك. وبحسب "نيويورك تايمز"، أمضى بنس 4 أعوام بصفته رفيق ترامب في الانتخابات ونائب الرئيس، وهي فترة كان فيها مخلصا له للغاية. لكن بعد ذلك تحدى أهم طلب لترامب، أن يساعد في قلب انتخابات 2020 في انتهاك للدستور. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اتصالات بنس وأفعاله جزء بالغ الأهمية من الأدلة الواردة في لائحة الاتهام. الجدير بالذكر أن لائحة الاتهام تركز على اقتحام الكابيتول (مبنى الكونجرس) والذي هدد فيه أنصار ترامب حياة بنس. وفي يوم 6 يناير بعدما اقتحم مثيرو الشغب مبنى الكابيتول، وأكد بنس أنه سيتحدى رغبات الرئيس، كتب ترامب على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" (منصة إكس حاليا)، إن بنس "لم يمتلك الشجاعة" لمنع انتخاب بايدن. وبعد دقيقة واحدة بالضبط، أخلى جهاز الخدمة السرية (المسئول عن تأمين الرئيس الأمريكي ونائبه والرؤساء السابقين، ومرشحي الرئاسة) بنس إلى مكان آمن داخل المجمع. واقتبست لائحة الاتهام قول الحشود: "اشنقوا مايك بنس. أين مايك بنس؟ أخرجوه!".