أعلن الباحث حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة "شواهد مصر"، المهتمة بكشف وإنقاذ الآثار غير المسجلة، عن التوصل لشاهد قبر أثري غير مسجل لسيدة تُدعى فاطمة هانم، بقرافة سيدي جلال الدين السيوطي في مايو الماضي و تسليمه تطوعياً لوزارة السياحة والآثار. وجاء ذلك في إطار عمل المبادرة بتوثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم، وتم الكشف بمساعدة من سارة حسن (كاتبة سيناريو من المشاركين في كتابة مسلسل رسالة الإمام). ا. * تفاصيل الشاهد وعن تفاصيل الشاهد الذي بات يمثل قطعة أثرية؛ فهو عبارة عن قطعة واحدة من الرخام الأبيض منحوت نحتاً بارزاً وعليه بقايا ألوان أزرق و أبيض و مكون من 6 بحور (أسطر). ومكتوب عليه بخط ركيك الآتي: "هو الخلّاق الباقي كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام هذا قبر المرحومة فاطمة عزيزة هانم بنت أيّوب صبري أفندي توفت 19 شوال سنة 1297 من الهجرة". *ماذا عن صاحبة القبر؟ وأضاف عبد العظيم، بمعلومات عن صاحبة القبر، أن فاطمة اسمها اسم مُركّب وهو "فاطمة عزيزة" وأبيها أيوب صبري وتوفيت في 19 شوال سنة 1297 هجرية الموافق 24 سبتمبر سنة 1880 ميلادية، أي في عهد الخديوي محمد توفيق باشا. * حالة مادية محدودة وبجانب ذلك، فإن الشاهد مكتوب بخط متواضع وهو ما يوضح الحالة الاقتصادية لصاحبته عند وفاتها، هذا غير أن مكان العثور على الشاهد بالقرب من مقام جلال الدين السيوطي أحد الأئمة والمفسرين والمؤرخين والمتوفى بمصر إبان القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي في عصر دولة المماليك الجراكسة ودفن بهذا المكان، ومنذ ذلك الوقت آثَرَ مُريدينَه الدفن بجواره حتى تكونت مع الزمن منذ حوالي 600 عام قرافة سيدي جلال، وقد سُمّيَت باسمه تباركاً به مثل قرافة الإمامين و قرافة السيدة نفيسة. ووجهت المبادرة الشكر لكل قيادات وزارة السياحة والآثار، ومحافظة القاهرة وحي الخليفة على تسهيلهم إجراءات توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة، وذلك للحفاظ على هذا الإرث الإنساني غير المتكرر.