يضم معرض الفنانة الروسية جانا ياكوبليفا المقام حالياً في المركز الثقافي الروسي بدمشق أكثر من 25 لوحة مختلفة القياسات والتي تتمحور أغلبها حول موضوع المكان. واستخدمت الفنانة ياكوبليفا في معرضها الذي يستمر حتى الأول من الشهر المقبل أسلوب الواقعية التعبيرية كشكل من أشكال النص البصري ووظفتها في الحالات التي تلمسها من تنقلاتها بين موسكو وأوروبا لتتميز لوحاتها بطرح أشبه بانعكاس المكان على المشاعر الداخلية للإنسان ما ولد إلى جانب ذلك حالات درامية نجدها إما في هذه اللوحات وإما في لوحات أساسها العنصر الإنساني الذي أصبح شبيهاً بهذه المكان. وقالت الفنانة جانا ياكوبليفا في تصريح لوكالة الأنباء السورية "إن كل مكان جديد يحل فيه الفنان يعطيه تأثيراً جديداً وإحساساً مغايراً عن سابقة ما ينعكس على نفسيته وذائقته البصرية التي تتراكم يوماً بعد يوم". وكانت ياكوبليفا بدأت حياتها الفنية من المعهد المتوسط الفني في موسكو الذي يدرس أصول الفن بشكل كلاسيكي وأكاديمي ثم انتقلت إلى جامعة ثرودونيسكي لتختص في التصميم والجرافيك ومع ارتحالها إلى باريس اطلعت على أساليب الفنون الحداثية وهذا ما ساعدها في صقل موهبتها ودراستها الأكاديمية الكلاسيكية. وحول التقنية التي تستخدمها في لوحاتها قالت "إنني أبدأ لوحتي بالرسم على القماش ومن ثم أوزع عناصري على المساحات اللونية الغامقة والفاتحة معتمدة على الاختزال في الكادر كما استخدم عجينة خاصة تعطي نوعاً من الموتيفات والزخارف المتنوعة التي أنهيها بألوان مختلفة حسب الحالة النفسية والظرف الذي أكون فيه". وبرزت بين أعمال ياكوبليفا ثلاث لوحات تمثل حالات إنسانية متعددة وفق أسلوب تعبيري درامي تبرره بقولها "إنني ميالة إلى الحس التعبيري بشكل كبير لأن الحدث يهمني جداً ودليل ذلك أغلب لوحاتي التي تضم نوعاً من الدراما بشكل أو بآخر حتى اللوحات التي يكون المكان موضوعها الأساسي". وتشكل إقامة المعرض بالنسبة لصاحبته فرصة جيدة للاطلاع على دمشق التي طالما تغنى بها الفنانون واستقوا منها عناصرهم الفنية وتضيف "لا يمكن لأي فنان أي يغفل ما يضمه الشرق من غنى وتنوع بصري وخصوصية فنية وهذا ما بدا واضحاً في عدد من لوحاتي التي استعنت في رسمها بالزخرفة الشرقية". وقالت ياكوبليفا "إن الجمال الذي شاهدته في دمشق القديمة أثر في كفنانة ولاسيما الجامع الأموي حتى إنني منذ اللحظة الأولى بدأت بوضع الكروكيات لمعرضي القادم الذي يتناول خصوصية مدينة دمشق التي تتسم بالعراقة والحداثة في الوقت نفسه وتلفت انتباه أي فنان لرسمها". من جانبه قال الفنان أحمد الإبراهيم إن مفهوم الفن الحديث في العالم هو مفهوم تكرار لما هو موجود في أوروبا أما الحداثة في لوحات ياكوبليفا بما أنها خريجة مدرسة أكاديمية فإنها تعتمد على الموازنة بين الكلاسيك والحداثة مشيراً إلى أن بناء لوحتها هو بناء كلاسيكي كما أن بساطة هذه اللوحة تنتمي إلى السهل الممتنع. وأوضح الإبراهيم أن تكوينات ياكوبليفا المستمدة من باريس وموسكو ومدن أجنبية أخرى نقلت بأمانة العمارة في تلك المدن لكنها طورتها بشكل فني خاص مشيراً إلى أن مقدرة التلوين التي تتسم بها ريشة ياكوبليفا دليل على إتقانها للمفهوم الأكاديمي المتطور للفن ولاسيما من خلال رسوماتها صغيرة الأحجام التي تنقلها مباشرة من مكانها.