قال الكاتب والروائي عمرو العادلي، إن الراحل حمدي أبو جليل يمثل صوت الصدق بالنسبة لجيلي، فهو إنسان طبيعي بمعنى الكلمة، وفقده له مرارة عميقة وخسارة كبيرة، حرصت على قراءة حمدي من البدايات، منذ روايته الفذة لصوص متقاعدون، لم أكن أعرفه في البداية معرفة شخصية، لكنني سعيت إلى ذلك. أضاف العادلي للشروق: في فبراير 2008، ذهبت إلى دار ميريت مخصوص لأشتري روايته الجديدة وقتها "الفاعل" قابلته صدفة هناك، تكلمنا عن روايته السابقة "لصوص متقاعدون" الفاعل كان سعرها 8 جنيهات، لكنه وقعها لي وصمم ألا أدفع ال 8 جنيه، حينها قال الأستاذ محمد هاشم له "نسخك قربت تخلص يا حمدي" فرد قال له "ما تخلص، اطبع تاني، أنت مش سامع الراجل بيقول جاي مخصوص علشان الرواية". وواصل: كانت آخر مرة قابلت أبو جليل في احتفالية دار الشروق في فندق ماريوت في يناير 2023، ليلتها كل ما يقترب أحد ويسلم علينا يقول لي "دول دبلوماسيين في بعض مالناش دعوة بيهم، خليك معايا هنا، أنا بحس إنك زي حلاتي مالكش برضه في الدبلوماسيين"، دائما كانت لغته محفزة على الضحك، وكانت له مقولة مشهورة "الرواية اللي متضحكش القارئ متبقاش أصيلة" ليلتها دار حوارنا كله حوال آني إرنو، كان معجبًا جدا بمشروعها الأدبي، بكتبها صغيرة الحجم التي استطاعت أن تقتنص بها نوبل، أهم جائزة أدبية في العالم، كان يرى إن هذا هو جزاء صدقها الفني، وإن كل ما كتبته كان سيرة ذاتية وليس كتابة عن تجارب أشخاص آخرين، وهذا كان متوافقا جدا مع مشروع حمدي نفسه، لأنه أيضا كان يكتب نفسه ويرى من خلالها العالم. اختتم العادلي: كان حمدي أبو جليل يكتب ما يعتمل في نفسه الحقيقية، لا يؤلف بل يكتب نفسه، وهذا مبلغ الصدق لكل كاتب، ومن الصعب عليَّ أن أتصور كتابة كلمة عن حمدي بعد رحيله، فأنا لسبب أو لآخر كنت أتصور أنه سيعيش حتى يبلغ مئة عام، لكنها إرادة الله، اسأل الله أن يرحمه ويعطيه قدر صدقه وإنسانيته. وتوفي الكاتب حمدي أبوجليل، يوم الأحد الماضي، عن عمر 57 عاما بعد صراع مع المرض. وحمدي أبو جليّل، روائي وكاتب قصص قصيرة، ولد في الفيوم سنة 1967، وكان كتابه الأول عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي نشرت في عام 1997 تحت عنوان "أسراب النمل"، أما مجموعته الثانية "أشياء مطوية بعناية فائقة" والتي صدرت في عام 2000 وفازت بالعديد من الجوائز الأدبية. صدر له عدة مؤلفات من بينها: "الفاعل" و"لصوص متقاعدون" الصادران عن دار الشروق، و"طي الخيام"، و"الأيام العظيمة البلهاء"، و"نحن ضحايا عك"، و"قيام وانهيار الصاد شين".