وضع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مساء أمس الخميس، عن توجيه تهم فيدرالية إليه في التحقيق بقضية "وثائق البيت الأبيض السرية"، منافسيه في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام المقبل في "اختبار صعب" حول رد فعلهم وخطابهم تعليقا على ذلك التطور الذي يتوقع أن تكون له تداعيات على مسار الحملة الانتخابية. ومن المقرر أن يمثل ترامب أمام المحكمة في ميامي، يوم الثلاثاء المقبل، بعد أن وجه المدعى الخاص، جاك سميث الذي يتولي التحقيق في تعامل الرئيس السابق مع وثائق سرية عثر عليها بحوزته في منزله في "مار إيه لاجو" بولاية فلوريدا، اتهامات فيدرالية لترامب، بحسب موقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي. من جهته، وجه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه المنافس الرئيسي لترامب في سباق 2024، انتقادات لوزارة العدل الأمريكية مع تجنب الدفاع الكامل عن الرئيس السابق. وقال ديسانتيس في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" إن "تسليح سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية يمثل تهديدا مميتا للمجتمع الحر، لقد شهدنا لسنوات تطبيقا غير متكافئ للقانون اعتمادا على الانتماء السياسي"، مضيفا: "لماذا هناك حماس كبير في ملاحقة ترامب يقابله سلبية كبيرة بشأن هيلاري (كلينتون) أو هانتر(بايدن)؟". وتابع: ستقوم إدارة ديسانتيس بمساءلة وزارة العدل"، في إشارة منه إلى حدوث ذلك حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية. وأصدر ديسانتيس تصريحاته عقب إعلان ترامب، بساعات فقط، أن وزارة العدل وجهت إليه لائحة اتهام، وهو ما يمثل ردا أسرع بكثير مقارنة بما كان عليه في وقت سابق من هذا العام عندما انتظر حاكم فلوريدا عدة أيام قبل أن يتحدث علنا عن لائحة اتهام منفصلة محتملة تلقاها ترامب من المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج (ديمقراطي). واعتبر موقع "ذا هيل" أن رد حاكم فلوريدا يوضح التوازن الدقيق الذي سيتعين على المتنافسين الجمهوريين الآخرين اتباعه في ظل الملاحقات القانونية التي يواجههالترامب وهو انتقاد التحقيقات القانونية التي تستهدف مرشحا جمهوريا. من جهة أخرى، قال حاكم أركنساس السابق آسا هاتشينسون أحد الجمهوريين القلائل الذين يتنافسون على ترشيح الحزب للرئاسة في بيان: "مع أنباء توجيه الاتهام إلى دونالد ترامب للمرة الثانية، تجد بلادنا نفسها في موقف يضعف ديمقراطيتنا"، مضيفا أن "تصرفات ترامب، من تجاهله المتعمد للدستور إلى عدم احترامه لسيادة القانون، لا ينبغي أن تضع تعريفا لأمتنا أو للحزب الجمهوري". وأضاف: "هذا يوم حزين لبلدنا"، مشددا على أنه "بينما يحق لترامب افتراض البراءة، فإن الإجراءات الجنائية الجارية ستكون مصدر إلهاء كبير، وهذا يؤكد من جديد ضرورة احترام ترامب للمنصب وإنهاء حملته الانتخابية" في إشارة للانسحاب من السباق الانتخابي. بدوره، ندد السيناتور الجمهوري تيم سكوت، الذي أطلق رسميا حملته للبيت الأبيض قبل عدة أسابيع، بلائحة الاتهام الفيدرالية ضد ترامب. وقال سكوت خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية إن "ما رأيناه على مدى السنوات العديدة الماضية هو استخدام وزارة العدل كسلاح ضد رئيس سابق"، مشيرا إلى أنه "ليس عليك أن تكون جمهوريا أو ديمقراطيا لترى الظلم وتريد إصلاحه، عليك فقط أن تكون أمريكيا وأن تدافع عن الشيء الصحيح". واعتبر سكوت أن ما يراه الأمريكيون، اليوم، هو نظام عدالة حيث يتم ترجيح الموازين، مشيرا إلى أنه إذا تم انتخابه رئيسا، فإنه "سيزيل كل المظالم والشوائب" في النظام القضائي. من جانبه، قال فيفيك راماسوامي، المرشح الجمهوري، إنه يعتزم إصدار قرارا بالعفو عن ترامب إذا تم انتخابه رئيسا عام 2024. وكتب راماسوامي على "تويتر": "سيكون من الأسهل بالنسبة لي الفوز في هذه الانتخابات إذا لم يكن ترامب في السباق، لكنني أدافع عن المبادئ المتعلقة بالسياسة"، مضيفا: "ألتزم بالعفو عن ترامب على الفور في 20 يناير 2025 واستعادة سيادة القانون في بلدنا". وردد راماسوامي صدى الجمهوريين الآخرين في ادعائهم أن التهم الموجهة إلى ترامب ترقى إلى مستوى "جمهورية الموز"، معتبرا أن "هذه إهانة لكل مواطن: لا يمكننا التحول إلى جمهورية موز حيث يستخدم الحزب الحاكم قوة الشرطة لاعتقال خصومه السياسيين، ومن النفاق أن تحاكم وزارة العدل ترامب بشكل انتقائي ولكن ليس بايدن". لا يزال مستشار خاص بوزارة العدل يحقق في تعامل بايدن مع الوثائق السرية بعد العثور على مواد حساسة في منزله في ولاية ديلاوير ومكتب قديم في واشنطن العاصمة منذ أن كان نائبًا للرئيس. لكن على عكس ترامب، أبلغ فريق بايدن وزارة العدل على الفور بالاكتشاف وتعاون مع التحقيق. وفي نيوجيرسي، أوضح حاكم الولاية السابق كريس كريستي أنه سيواجه ترامب مباشرة في المعركة الأولية، لكن رده على لائحة الاتهام كان خافتا إلى حد ما، حيث كتب على "تويتر": "لا نحصل على أخبارنا من حساب ترامب على تروث سوشيال (منصة ترامب الخاصة للتواصل الاجتماعي)". وأضاف: "دعونا نرى ما هي الحقائق عندما يتم إصدار أي لائحة اتهام محتملة" كما قلت من قبل، لا أحد فوق القانون، سيكون لدينا المزيد لنقوله عندما يتم الكشف عن الحقائق". ولم يتحدث نائب الرئيس السابق مايك بنس والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، وهما مرشحان لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، عن لائحة الاتهام ضد ترامب.