أعلنت الكنيسة المصرية، أمس الأحد، تعرض البابا تواضرورس الثاني، لوعكة صحية طارئة، عقب أدائه قداس عيد حلول الروح القدس، وكشفت الفحوصات الطبية، عن إصابته بالتهاب بسيط في العصب السابع، ونصحه الأطباء بأخذ فترة راحة مع بعض الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي؛ لذا سيتم تأجيل أي اجتماعات رعوية كانت مقررة الأيام المقبلة، مع استمرار المقابلات الفردية المحددة مسبقًا، حسبما ذكر بيان الكنيسة. واحتفالا بمرور 10 سنوات على جلوس البابا تواضرورس على الكرسي البابوي خلفا للبابا شنودة، أصدرت الدار المصرية اللبنانية كتابا بعنوان "البابا تواضروس: سنوات من المحبة لله والوطن" للكاتبة والإعلامية شيرين عبد الخالق. وضمت صفحات الكتاب أحاديث للبابا روى من خلالها ذكرياته ومواقفه الإنسانية بمختلف مراحل الحياة؛ فضلا عن شهادته على لحظات دقيقة وتاريخية أبرزها ثورة 30 يونيو. * تعلق بالمدرسة يقول البابا: "ومن الأشياء الجميلة التي غرسها فيَّ والدي مع بداية دخولي المدرسة، قال لي: «لقد كبرت وأصبحت رجلًا وستخرج كل يوم من البيت إلى عملك مثل والدك، وعملك هو دراستك، ويجب عليك أن تُحضر لشقيقتك الصغرى الحلوى وأنت عائد من المدرسة، وسأُعطيك لهذا الهدف كل يوم قرشًا»، طريقة والدي هذه جعلتني أشتاق للمدرسة وأحبها جدًّا، وبالفعل كل يوم كنت أعود من المدرسة وأحضر الحلوى لشقيقتي وأنا في منتهى السعادة". * سجن سوهاج ويضيف: "ولكنَّ أمرًا واحدًا كان يُنغص عليَّ هذه السعادة، وكتمته في صدري طويلًا إلى أن عُدت يومًا من المدرسة وأنا أبكي بشدة، فأخذ والدي ووالدتي يسألاني عن سر بكائي: «هل ضربك أحد؟ هل ضاع منك القرش؟ هل نهرك المعلم؟» وأنا أقول: «لا»، ثم صارحتهم بأني أحب المدرسة كثيرًا ولكني أكره الطريق ويُخيفنى كثيرًا، فقد كان في الطريق سجن سوهاج، وهو ذو أسوار عالية وباب ضخم وباب آخر صغير وحُرَّاس أشدَّاء، وهذا المشهد كان يُخيفنى للغاية". * الوالد وتذويب المخاوف وتابع البابا: "فبدأ والدي يُطمئنني، وفي اليوم التالي - وكان يوم خميس - روى والدي لزملائه في العمل ما يُخيفني من السجن، فاقترح عليه أحد زملائه أن يصطحبني أنا وشقيقتي إلى السجن ليُذيب كل مخاوفي، وبالفعل ذهبت أنا وشقيقتي هدى مع والدي إلى السجن، وتحدث والدي إلى الحُرَّاس الذين كنت أهابهم، وبدؤوا يداعبونني، وهذا الباب الذي كنت أخشاه دخلت وخرجت منه عدة مرات وأكلنا بالداخل عيشًا وحلاوة. والتقط مصور السجن صورة لي وشقيقتي بالألوان وكانت المرة الأولى التي نتصور فيها بالألوان، وظلت ذكرى محفورة في عقلي إلى الآن.