قبل نحو 6 أشهر من موعد إجراء الانتخابات العامة في إسبانيا، تواجه حكومة الأقلية اليسارية بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اختبارا صعبا. ووصفت صحيفة "ال موندو" وغيرها من وسائل الإعلام الانتخابات الإقليمية والمحلية التي تجري اليوم في رابع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بأنها "تجربة أداء" قبل الانتخابات التي ستجري في نهاية العام. وأدلى سانشيز بصوته في مدريد بعد نحو 20 دقيقة من فتح مراكز الاقتراع. ودعا السياسي الاشتراكي المواطنين الإسبان إلى الذهاب إلى مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة والإدلاء بأصواتهم. وقال سانشيز "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى مراكز الاقتراع، كلما كان ذلك أفضل لمؤسساتنا، كلما كانت ديمقراطيتنا أقوى". وبلغت نسبة الإقبال 36.7% الساعة الثانية (1200 بتوقيت جرينتش)، وهو نسبة أعلى بشكل طفيف عن النسبة المسجلة في الانتخابات الأخيرة قبل أربعة أعوام. ويختار المواطنون الإسبان الآلاف من ممثلي المدن والمناطق الإقليمية، فيما يعتبر مؤشرا بشأن الانتخابات البرلمانية العامة التي من المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل والتي ستضع سانشيز وجها لوجه ضد زعيم "حزب الشعب" اليميني الإسباني ألبرتو نونيز فيجو. ويتطلع سانشيز إلى الاحتفاظ بالمعاقل الانتخابية الرئيسية مثل منطقة فالنسيا (بلنسية) واستعادة السيطرة على معقل برشلونة الانتخابي، الذي تمت خسارته خلال أزمة الديون الأوروبية. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن مرشحي حزب الشعب بزعامة فيجو يقتربون من إحكام قبضتهم على أغنى منطقة في إسبانيا، والتي تشمل العاصمة مدريد. وقال مانويل موستازا، رئيس الشؤون العامة في شركة أتريفيا للاستشارات ومقرها مدريد "إذا لم يتمكن سانشيز من استعادة السيطرة على برشلونة وخسر فالنسيا، فمن المرجح أن تبدأ حكومته في الضعف مع تضاؤل احتمالات الفوز بالتصويت العام". ويمكن أن يساعد الاقتصاد الأكثر مرونة مما كان متوقعا سانشيز، الذي يعتبر انخفاض معدل البطالة إنجازا رئيسيا لحكومته، التي أنفقت المليارات لحماية الشركات خلال جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا. وتبلغ وتيرة التضخم في إسبانيا نحو نصف معدل التضخم في التكتل بشكل عام، كما تباطأ ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد الشهر الماضي، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة بشدة. وتمت دعوة أكثر من 36 مليون إسباني للتصويت في الانتخابات لاختيار برلمانات إقليمية ومجالس بلدية ورؤساء بلديات اليوم الأحد. وسيكشف التصويت في 12 من أصل 17 منطقة إسبانية ذات حكم ذاتي وفي الجيوب الشمالية، وكذلك في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد، عن مؤشرات بشأن الانتخابات البرلمانية التي من المقرر إجراؤها في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي بحلول 10 ديسمبر المقبل. وهيمنت على الحملة الانتخابية الساخنة في الآونة الأخيرة انتقادات لترشيح إرهابيي منظمة "إيتا" الانفصالية السابقين وفضيحة شراء الأصوات، جنبا إلى جنب مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وينتظر بشكل خاص نتائج أكبر حزب معارض، "حزب الشعب" المحافظ بقيادة ألبرتو نونيس فيجو. ومع ذلك، فإن نتائج الأحزاب اليسارية واليمينية الأصغر تعتبر مهمة أيضا. ووفقا للاستطلاعات، لن يحقق "حزب العمال الاشتراكي" اليساري بزعامة سانشيز ولا حزب الشعب الأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وبالتالي سيحتاجون إلى شركاء للحكم. ويواجه سانشيز أيضا تحديا متزايدا من تحالف سومر اليساري المشكل حديثا بزعامة وزيرة العمل الشعبوية يولاندا دياز. وسيكون أحد المؤشرات الرئيسية اليوم الأحد هو أداء رئيسة حكومة مدريد الإقليمية إيزابيل دياز أيوسو. وتأمل السياسية المشاكسة (44 عاما) والتي أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم "ترامب الإسباني"، في الحصول على أغلبية مطلقة. المنطقة الأخرى التي ستكون محط اهتمام كبير في ليلة الانتخابات هي منطقة بلنسية التي تتمتع بالحكم الذاتي ، حيث يريد حزب الشعب أن يشكل حكومة مع حزب فوكس اليميني الشعبوي.