أكد رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم، أن الأمة العربية قادرة على التحاور والتعايش مع بقية الأمم في المنطقة، وركيزة ذلك هي مصر والعراق، بالتعاون مع بقية الشركاء العرب لصياغة منظومة متكاملة من التعاون على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى عمق العلاقات بين مصر والعراق على كل المستويات. ووصف الحكيم -في محاضرة نقاشية مفتوحة مع خبراء وباحثي المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اليوم الأحد، تحت عنوان "رؤية لآفاق التعاون العربي في ضوء التطورات الإقليمية والعالمية الراهنة"، وأدارها الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز- العراق ب"درع الأمة العربية" ومصر سهمها"، مشددا على أن الدرع والسهم لا ينفصلان. وأشار إلى أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن يكون هناك فيها تعاون بين مصر والعراق على كل المستويات، لافتا إلى أنه أمر مهم يحرص عليه البلدان. وأوضح أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والعراق والأردن قائمة على المصالح المشتركة، ويجري العمل عليها في مشاريع مشتركة للربط الكهربائي وغيرها من مجالات التعاون، منوها إلى حرص العراق على التكامل مع كل مسارات التعاون في المنطقة دون التقاطع مع أي منها. ورأى أن الظروف الدولية الراهنة وانشغال الدول الغربية بقضاياها والتغير في المناخ الإقليمي يحتم على دول المنطقة تعظيم التعاون فيما بينها لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في التنمية والرفاه.. وأضاف: "العراق حريص على تصفير الأزمات الإقليمية، لأن كل تهدئة إقليمية تنعكس إيجابيا على العراق، ولذلك استضاف العراق خمس جولات من المباحثات بين السعودية وإيران، بالإضافة إلى مباحثات بين دول أخرى، فالعراق يتحول إلى واحة للحوار بعد أن كان ساحة للصراع". كما أشار إلى أن العراق استطاع التغلب إلى حد كبير على التحديات التي تواجهه، خاصة الإرهاب الذي لم يعد موجودا إلا في بعض الجيوب الصغيرة في الصحاري.. وتابع: أن "الطائفية في العراق هي طائفية سياسية وليست اجتماعية، وهناك قوى سياسية أرادت التمترس خلف الطوائف للحصول على مكتسبات، ولكن الشعب العراقي بدأ يلفظ ذلك تماما، وأصبح هناك إدراك وطني بأنه لا سبيل إلى تجاوز التحديات إلا بالتحاور للوصول إلى حلول ومعالجات داخلية بعيدا عن الحلول المفروضة من الخارج". واستطرد: "لقد أصبحت هناك حالة تعايش صحي كبير، وأصبح هناك ائتلاف حاكم هو ائتلاف إدارة الدولة الذي يمثل كل القوى السياسية في مجلس النواب العراقي، ويضم 280 نائبا، وهو أول ائتلاف حاكم يضم حوالي أربع أخماس مجلس النواب، ويضم كل المكونات العراقية، واستطاع العراق بناء تجربة ديمقراطية حقيقية، يجري الآن تقنينها لتكون هناك قواعد واضحة للتعاملات السياسية وكيفية إدارة الدولة". وشدد رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم، في ختام المحاضرة، على أن بناء الدولة هو الحل الأساسي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهه، مؤكدا أن إمكانات العراق كبيرة، ولكن همناك صورة مثلى لإدارتها.
