* محمد أبو كلل ممثل ائتلاف المواطن البرلماني العراقيبالقاهرة: * لمسنا التزاما مصريا أصيلا في مشروع "التسوية الوطنية" * منح التأشيرات للعراقيين يعوض مصر عن السياحة الروسية * عمار الحكيم لم ينقل رؤى إيرانية للقيادة المصرية.. وطهران مستعدة للحوار الإقليمي يمر العراق بمرحلة فاصلة في تاريخه في الوقت الذي تراجع فيه تنظيم داعش وخسر في بعض المدن أبرزها الموصل، وسط بعض المساعي العربية -على استحياء- في محاولة لتضميد الجرح العراقي الغائر منذ عام 2003 والذي خلفه الغزو الأمريكي وأدماه إرهاب تنظيم داعش. محمد أبو كلل ممثل ائتلاف المواطن البرلماني العراقيبالقاهرة قال إن النفط العراقي كان أحد أهم مصادر تمويل تنظيم داعش والأتراك كانوا يتعاونون مع الدواعش في هذا الأمر ويعلمون جيدًا أنه بترول مهرب. وأضاف أبو كلل في حواره مع "صدى البلد" أن مستقبل العلاقات المصرية العراقية مشرق وأن المسئولين العراقيين لمسوا حرص مصر على إنهاء الازمة العراقية.. وإلى نص الحوار.. العلاقات "المصرية – العراقية" إلي أين خاصة بعد زيارة الحكيم؟ مستقبل العلاقة بين مصر والعراق سيكون مشرقا وواعدا، وسنعمل على أن تكون هناك نتائج سريعة وواضحة لحرصنا على العلاقة مع الشقيقة الكبرى مصر، وسنحاول اجتياز الروتين الذي تفرضه التشريعات في العراق، وكذلك في مصر من أجل انجاح حالة التكامل الإستراتيجي بين بغدادوالقاهرة.. فالعلاقات بين البلدين لاسيما على الصعيد الاقتصادى ستشهد تطورا مهما وكبيرا، فمشروع أنبوب الغاز الذى سيربط البصرة والعقبة ثم العريش ليربط شرايين الاقتصاد ببعضها ويزود مصر بالنفط العراقى سيوفر فرصة استراتيجية لربط مصالح الطاقة بين البلدان الثلاثة. إضافة إلى أنه كلما تيسرت الأمور في الحصول علي التأشيرات للسياح العراقيين فإن السياحة العراقية ستكون بمثابة بديل للسياحة الروسية، في مصر. هل تم طرح رؤى معينة على الرئيس السيسي من جانب عمار الحكيم فيما يخص تطوير العلاقات الاستراتيجية بين القاهرةوالعراق؟ "الحكيم" طرح على الرئيس "السيسي" رؤية حول إقامة علاقات إستراتيجية بين العراق ومصر في كل الجوانب، والتي شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية وحتى السياحية منها، ولاقى الطرح ترحابا شديدا من جانب الرئيس "السيسي" دون تردد ، فالإرهاب الذى يعصف بالمنطقة وبالعراق ومصر يتطلب تعاونا استراتيجيا كبيرا بين البلدين. كيف ترون دور مصر من خلال مبادرة التسوية الوطنية التي عرض الحكيم نسخة منها على الرئيس السيسي وتناقشا فيها؟ مشروع التسوية الوطنية الذي عرضه عمار الحكيم على الرئيس السيسي بعقد مؤتمر إقليمي بشأن حوار تشارك فيه القوى المحورية بالمنطقة، يشمل بالإضافة لمصر كلًا من السعودية وتركيا وإيران والعراق، وهذا المؤتمر يمكن أن يساهم بشكل كبير في مواجهة الإرهاب في الفترة المقبلة. فمصر قادرة على لعب دور محوري في هذه المبادرة والتي تهدف لتجميع الفرقاء على طاولة الحديث لأن الجميع في العراق يطمئن لمصر، كونها قوة محورية ولمسنا في حديث السيسي حرصه الشديد علي استقرار المنظقة العربية بالكامل وليست مصر فقط. هل تمت مباحثات بينكم وبين الجانب الإيراني والتركي والسعودي؟ لم تجر أي مباحثات مجمعة فعمار الحكيم بصفته رئيس التحالف الوطني العراقي وزعيم الأغلبية العراقية يستقبل باستمرار المسئولين من السعودية وإيران وتركيا ومصر وكل الدول التي تتفهم حقيقة الوضع في العراق وتريد أن تنفتح عليه. والحكيم قبلة لكل هؤلاء فهم يتجهون إليه ويسمعون منه ويعرضون أيضًا آراءهم كما أن هناك تواصلا بين كل القوى الإقليمية والدولية وبين سماحة الحكيم وأبرز السفراء المعتمدين أو المسئولين الذين يزورون العراق لكن وجود مباحثات تجمع بين تركيا وإيران والسعودية في وجود العراق لم تتم حتى الآن. من خلال لقائكم بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. ما الأمور التي تمت مناقشتها ؟ الأزهر الشريف بمصر والنجف الأشرف بالعراق هما قلعة الاعتدال والوسطية فيدعوان للتسامح وهذا دورهما الأساسي، الذي يكمن في محاربة الفكر المتطرف الذي غزا العالم، فلو تكاتف الأزهر مع النجف سيحاربان هذا الفكر وذلك بنشر خطاب ديني ينشر في كافة ارجاء العالم سيكون له عظيم الأثر. كم من الوقت والمال تحتاجه إعادة إعمار العراق؟ في الحقيقة بالنسبة للتكلفة النهائية أو الميزانية التي يحتاجها العراق لإعادة إعماره من الصعب تقديرها الآن حتى يتم استكمال تحرير باقي المناطق التي لا تزال واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ، فهناك بعض الجيوب الصغيرة جدًا في محافظة الموصل وكذلك بعض الجيوب في محافظة الأنبار سيتم الانتهاء منها خلال الفترة المقبلة وبذلك يعلن تحرير كافة المناطق العراقية، فنحن الآن لا نستطيع أن نضع تصورا للميزانية بصورة دقيقة لإعادة إعمار العراق. وبالنسبة للوقت في الحقيقة نرى أنه لن يكون قصيرًا ولكن أثق بأن العراقيين جميعهم مصممون على الإسراع في قضية إعادة إعمار العراق وإعادة إعمار المناطق التي احتلها داعش وتم تحريرها وأيضًا إعادة إعمار مناطق المحررين الذين شاركوا في قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي وباقي الفصائل التي ساهمت في معركة الكرامة ضد تنظيم داعش والجنوب أيضًا يعاني حالة كبيرة جدا من عدم الإعمار وسوء الخدمات، فالعراق ليس فقط المناطق المحتلة من قبل داعش بل هو بمجمله بحاجة لنهضة عمرانية وخدمية ستكون هي المحرك الاقتصادي الأقوى بالمنطقة. البعض تحدث حول نقل رؤية إيرانية من جانب عمار الحكيم للرئيس السيسي ؟ لا ، عمار الحكيم لا يمثل الحكومة الإيرانية ولا وجهات النظر الإيرانية إنما يمثل وجهة نظر عراقية وطنية خالصة.. فقد نقل وجهة النظر العراقية فقط ، نعم هناك مقترحات بعقد مؤتمر إقليمي يضم الدول الكبرى التي لديها خلافات مع بعضها مثل مصر وتركيا والسعودية وإيران والعراق وكانت دعوة الحكيم بأن تكون مصر الراعي الإقليمي لهذا المؤتمر لثقتنا الكبيرة في مصر واعتدالها واتزانها ورؤيتها العميقة للحلول في المنطقة لكن الحكيم لم ولن ينقل رؤى أي طرف آخر سواء تخص الإيرانيين أو غيرهم وأنا حضرت اللقاء الذي جمع سماحة السيد عمار الحكيم بفخامة الرئيس السيسي فلم يتم نقل أي طروحات إيرانية لمصر. ما مصير البترول العراقي في ظل وجود داعش.. وهل يقوم بسرقته.. وإلى أي الدول يبيعه؟ النفط العراقي كان أحد أهم مصادر تمويل داعش وكذلك النفط الذي يتم سرقته من سوريا ويتم تهريبه عبر أراضيها والأتراك كانوا يتعاونون مع الدواعش في هذا الأمر ويعلمون جيدًا أنه بترول مهرب وطالبنا الجانب التركي عدة مرات لبحث هذا الأمر وهناك قرارات من مجلس الأمن وقرارات أممية لمنع هذا الأمر وملاحقة الدول التي تقوم بمساعدة تصديره لدول أخرى.. والحقيقة أن تركيا إحدى الدول المستفيدة من هذا الأمر وحتى الآن لم يتم اتخاذ قرار واضح من مجلس الأمن ضد تركيا أو الدول الأخرى التي تساعد تنظيم داعش على بيع البترول والحصول على دعم وتمويل لعملياته الإرهابية، لكن اليوم هذا الأمر قل بصورة كبيرة جدًا فالآبار البترولية التي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم داعش تحررت وعادت لسلطة الدولة العراقية وأعتقد في سوريا تسير بنفس الصورة والتنظيم بدأ يفقد موردا هاما من موارد تمويله. ماذا بعد داعش .. ومن سيتولى الحكم في العراق؟ السيد عمار الحكيم طرح مبادرة التسوية الوطنية التي قدم منها نسخة للقيادة المصرية، هذه المبادرة نرى أنها ستضمن للعراقيين قدرًا كبيرًا من الاستقرار والحالة الوطنية والدولة الوطنية التي نبحث عنها في العراق ، فالحكيم ركز على النقاط المهمة في مرحلة ما بعد داعش منها وحدة الأراضي العراقية ووحدة العراق أيضًا والديمقراطية خيار لا يمكن التفريط فيه، الدولة الوطنية وسيادة القرار واستقلاله عن اي تدخلات خارجية هذه الأمور الخمسة أكد عليها الحكيم ونقلها للرئيس السيسي ووجدنا لها دعما كبيرا من القيادة المصرية هنا في مصر ومبادرة التسوية هذه كلها أمور مطروحة لأن تكون لمرحلة العراق ما بعد داعش. ونراهن كثيرًا على وحدة الشعب العراقي والشعب العراقي يرفض قرار المحاصصة ويرفض التقسيم ويرفض الخيارات الطائفية التي كان يحاول البعض أن يفرضها على أرض الواقع في مرحلة ما قبل داعش. اليوم الجميع يبحث عن دولة وطنية مستقلة في قرارها السيادي موحدة، الأغلبية في العراق هي أغلبية عربية لذلك مع احترامي لكل مكونات الشعب العراقي مكونات كريمة وعزيزة علينا من كرد وتركمان وغيرهم لكن الأغلبية العربية لابد أن تكون هي السمة الواضحة في العراق.. فالعراق كان ولا يزال وسيبقى عربيًا.