قال الإعلامي عادل حمودة، إن الذكاء الاصطناعي خضع منذ بدايته للتدقيق من جانب العلماء والجمهور على حد سواء، إذ كان أحد الموضوعات الشائعة؛ الخوف من الآلات الذكية التي ستتطور إلى حد تجاوز الذكاء البشري وإجباره على الاستسلام لها، وهي التي سوف تعمل من تلقاء نفسها، وستعيد تصميم نفسها بنفسها. وأضاف «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقية» على «القاهرة الإخبارية»، أن هناك مخاوف أخرى تتعلق بقدرة الآلات الذكية على اختراق خصوصية البشر، والقضية الأكثر إثارة للقلق أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمهن البشرية وتحويل أصحابها إلى عاطلين. وتابع: «لنتوقف عند دراسة الباحثة في الذكاء الاصطناعي جيا كوترا التي توصف ب الأكثر شهرة، إذ قدرت الدراسة أن عام 2040 سيشهد سيطرة من الذكاء الاصطناعي على نصف الوظائف الحالية، وهناك دراسة أخرى خرجت من جامعة أكسفورد تؤكد أن 47% من الوظائف الأمريكية سيلتهمها الذكاء الاصطناعي». وأكد أنه في دراسة استقصائية لقطاع التكنولوجيا من إعداد شركة «كيه بي ام جي» وشركة «هارفي ناش» التي شملت 108 دول كانت النتائج: «قال المشاركون إنهم يعتقدون أن 10% من القوى العاملة في شركاتهم ستستبدل في غضون خمس سنوات فقط بواسطة الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل قال أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة يعتقدون أن وظائف جديدة ستظهر». وذكر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد رؤية مستقبلية، لكنه أصبح شيئا موجودا بالفعل، إذ أن من الأسباب الخاصة بتنامي الذكاء الاصطناعي؛ الفرص الهائلة التي يتيحها للتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن مشروع «ووتر هاوس» استطاع إنتاج تقنيات الذكاء الاقتصادي، التي يمكنها زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 15.7 تريليون دولار في 2030. ونوه أنه لا يوجد مثال أفضل للذكاء الاصطناعي مما تفعله مصانع السيارات الذكية، إذ أنه قبل سنوات كان استخدام سيارة أوتوماتيكية بالكامل حلما، إلا أن اليوم أصبح لدينا أسطول من السيارات ذاتية القيادة تسير بمفردها على الطرق. وأوضح أن تطبيقات البريد الإلكتروني الحديثة تعتمد هي الأخرى على الذكاء الاصطناعي للتخلص من الرسائل العشوائية، إذ بها يتم تصنيف رسائل البريد الإلكتروني لتتمكن من الوصول إلى الرسائل المهمة، التي يمكنها كذلك توفير ردود ذكية وبسرعة. وأكد أنه بالنسبة لمجال الصحة، قفز الذكاء الاصطناعي بمستوى الخدمة الطبية إلى مستوى غير متوقع، وذلك مع استخدام الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وأصبح اكتشاف المرض وتشخيصه وعلاجه أسهل، إذ لعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تنفيذ عمليات إدارية. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي وصل إلى حد تأليف الموسيقى، وفي حال كان يستخدم الشخص يوتيوب أو نتلفيكس فإن الذكاء الاصطناعي يقوم باتخاذ القرارات لك، معقبًا: «قد تتصور أنك من تختار، ولكنك في الحقيقة تنساق وراء اختياره، وأحد أكبر مستخدمي الذكاء الاصطناعي صناعة الإعلان عبر الإنترنت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اختيار الإعلانات التي تناسب كل شخص حسب ما يشاهد من فيديوهات».