قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادي الريان" بمحافظة الفيوم، يعد فرصة هامة وحقيقية لأن له العديد من الأبعاد، أولها تطوير ملف البيئة، للاستفادة من المحميات الطبيعية واستغلالها بالشكل الأمثل، بمشاركة القطاع الخاص والمجتمعات المحلية وهم عماد المحميات لتوفير فرص عمل خضراء ولتعزيز مصادر الدخل وتنميتهم اجتماعيا واقتصاديا. جاء ذلك خلال توقيع وزيرة البيئة بروتوكول رباعى بين وزارة البيئة ومحافظة الفيوم ومؤسسة الأميرة عالية ومؤسسة (Four paws) العالمية لإنشاء كملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان بالفيوم. وأوضحت وزيرة البيئة أن تطوير المحميات بدأ منذ عام 2019 لخلق منتج جديد يسمى السياحة البيئية وكيفية وجود ممارسات صديقة للبيئة، وأن يكون لدينا لوائح وتشريعات منظمة تسمح بالاستثمار فى المحميات الطبيعية وتخدم الزوار وتحدد الأماكن التى يمكن استغلالها وإقامة الأنشطة الترفيهية فيها مع اتاحة الفرصة للشباب وهو ما تتطلب تمهيد الطريق أولا من خلال تلك اللوائح والتشريعات كمناخ داعم، وكذلك ضرورة وجود وعى لدى المواطن بالدرجة الأولى قبل من ينفذ النشاط داخل المحمية. وأضافت أنه لا بد من وجود توجه لدى الدولة ومجتمع محلى داعم يعتمد عليه فى جميع عمليات الصون داخل المحميات الطبيعية، مؤكدة أن كل تلك الركائز كانت داعمة لما نحن نقوم بإعلانه اليوم، حيث إنه يتخطى عملية توفير الخدمات والأنشطة السياحية إلى الأهتمام والتواصل بين الانسان والأرض والحيوان والنبات وهذا هو مفهوم الصحة الواحدة كمفهوم يعكس صحة الكوكب وهى صحة النبات والحيوان والإنسان والتى لا تنفصل عن بعضها البعض. وأكدت أن مشروع الملاذ الآمن يعد توأمة مع محمية المأوى بالاردن ليتم تبادل الخبرات فى هذا المجال، مشيرة إلى أن زيارتها لمحمية المأوى لا تنسى وانها تنقل خبرة مختلفة لمن يزورها لذلك تعد التوأمة معها فرصة حقيقة، وخاصة وأن المملكة الأردنية لها تاريخ طويل فى كيفية إدارة المحميات الطبيعية أى كان نوعها، بمشاركة القطاع الخاص والذى يمثله مؤسسة four paws والتى تعد واحدة من أفضل المؤسسات العاملة فى هذا المجال عالميا. ولفت إلى أن أهم ما يميز المشروع أنه يعمل على توفير فرص عمل خضراء لأهالى الفيوم وزيادة فرص الجذب السياحى لمحافظة الفيوم سواء المحلية أو العالمية. وأشارت إلى أن مشروع الملاذ الآمن يضيف موقعا جديدا لمناطق الجذب السياحى بمحافظة الفيوم بأنشطة تحافظ على التنوع البيولوجى والحيوانات النادرة لذلك فهو نوع مختلف من السياحة البيئية يخلق نوع من التكامل والتنوع للانشطة بمحميات الفيوم وهو ما يصب فى صالح الزوار أو السائح ليستمتع بتجربة سياحة بيئية مختلفة وفريدة ويحافظ على مواردنا الطبيعية واستغلالها اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا ليحقق أبعاد التنمية المستدامة. وقال أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، إن المحافظة تتميز بتنوع الفرص الاستثمارية على أرضها، ومن أبرز ملفاتها الاستثمارية قطاع المحميات الطبيعية، خاصة أن 51% من أراضي المحافظة محميات طبيعية، ولأن أهالي المحافظة يعيشون على نحو 33% من أرضها، حدا ذلك بالمحافظة إلى ضرورة الاهتمام بالاستثمار في مجال المحميات والجذب البيئي، ولأنها مناطق ذات حساسية تحتاج إلى أنشطة محددة، حرصت المحافظة على التعاون مع وزارة البيئة لجذب أنواع معينة من الاستثمارات التي تحافظ على المحميات وتنمي مواردها، كما تحافظ على تنوعها البيولوجي. وأضاف أن مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" تم عرضه على المحافظة منذ نحو عام، وهو مشروع واعد جدا من المزمع تنفيذه على مساحة ألف فدان بمحمية وادي الريان، وعلى أثر ذلك استدعت المحافظة أحد أبنائها بوصفه أحد الخبراء الدوليين في مجال التعامل مع الحيوانات، وذلك لمناقشة أوجه التعاون في مجال القضاء على ظاهرة كلاب الشوارع بشكل علمي سليم، ووضع خطة عمل لحل هذه المشكلة. وناقش أوجه التعاون في إقامة محمية ملاذ آمن للحياة البرية، لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، من خلال نقلها لملاذات آمنة بأنظمة وطرق معينة تحافظ على صحة الحيوان، على غرار المعمول به في عدد من دول العالم ومنها دولة الأردن. وتابع أنه تم اقتراح عدد من المناطق الملائمة لتنفيذ ملاذ الحيوانات البرية، مثل منطقة البحيرة الأولى بمحمية وادي الريان كمنطقة جذب بها مساحات شاسعة من الصحاري، وتم دراسة الأفكار التي يمكن تنفيذها، استنادا إلى تجارب الدول الأخرى، مثل محمية المأوى بدولة الأردن الشقيق. كما تم دراسة فكرة المشروع من خلال فريق عمل بالمحافظة، وعرض الدراسة على وزارة البيئة حيث لاقت قبولاً لدى الوزارة، كونها متوافقة مع الاشتراطات البيئية، خاصة أن محمية وادي الريان كانت تاريخياً بيئة للحياة البرية، لافتاً إلى أنه سيتم إعادة تسكين السكان المحليين بالملاذ الآمن بأنشطتهم المساعدة للأنشطة الموجودة بالمحمية، مما يفتح مجالات جديدة لفرص العمل والتنوع في مجالات الاستثمار، فضلاً عن توطين الصناعات الحرفية والتراثية التي تشتهر بها المحافظة، بمحمية الملاذ الآمن، كمكان طبيعي يحافظ على البيئة. ولفت محافظ الفيوم، إلى دور الإعلام في التوعية بأهمية الحفاظ على المحميات كونها ثروة عالمية، مشيراً أنه سيتم إطلاع وسائل الإعلام المختلفة بالخطوات التي يجري تنفيذها بمشروع الملاذ الآمن، خطوة بخطوة، معرباً عن أمله في أن يحقق المشروع الأهداف المرجوة منه.