أصدرت مكتبة الأسرة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب "ذكرى طه حسين" للكاتبة الدكتورة سهير القلماوي، في إطار الاحتفاء بالذكرى ال50 على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين. واستعارت "القلماوي"، عنوان الكتاب من طه حسين وبالتحديد من كتابه "ذكرى أبي العلاء"، وتناولت 3 جوانب رئيسية من أدب وفكر وثقافة طه حسين، وضمنتها وجهة نظرها بوصفها ناقدة أيضا، تشربت روح النقد وأدواته من أستاذها الجليل، الجانب الأول يعرض رؤيتها في أبعاد تأثر طه حسين بالثقافة الغربية؛ متمثلا في كتابه "أحلام شهر زاد"، والجانب الثاني يختص بأسلوب الوصف عنده، والجانب الثالث والأخير فتدرس فيه فن القص التاريخي عند طه حسين متخذة من كتابه "الفتنة الكبرى" نموذجا للتحليل والدراسة. وقالت القلماوي: "وأستعير عنوان هذا الكتاب من ذكرى أبى العلاء، فكم أخذت عنك في حياتك، وكم سأظل أخذ عنك ما حييت، فما أنا إلا كتاب من كتبك، وكما تبدو شخصيتك في كل كتاب لك، وتتكرر مميزات أسلوبك في كل مؤلف، فكذلك طمعت طوال تلمذتي عليك وسأظل أطمع، في أن أحمل بعض مميزاتك وبعض خصائص أسلوبك". وتابعت: "لقد حببت إلينا في مراحل شبابنا الأولى أبا العلاء المعري بكتاباتك وبتدريسك، وأنا أطمع في أن أحبب الشباب من طلابنا في أدبك، وكانت تفصلك عن أبي العلاء سنوات تقرب من الألف، يوم كتبت عنه بحثك الأول لنيل درجة الدكتوراه، فأدخلت به منهج البحث العلمي لأول مرة في دراساتنا الأدبية". وأكملت: "وأنا لا يفصلني عنك إلا عام واحد، وتقدمت مناهج البحث في الأدب مراحل كبيرة، وسارت أشواطا بعيدة، وكانت مهمتك صعبة، واتخذت في سبيل ذلك طريقة البحث العلمي في ذكرى أبي العلاء، وطريقة التأليف الأدبي الممزوج بالعلم في "مع أبي العلاء في سجنه"، بل إنك جاوزت ذلك إلى محاولة ترجمة شعر أبي العلاء إلى أسلوب عربي حديث؛ ليقرأ الشباب من جيلنا فكر أبي العلاء في كتابك صوت أبي العلاء". واختتمت: "أما مهمتي فصعبة وإن تكن من جهة آخر، لقد كنا شبابا يحب أن يقرأ، لا تلهيه عن القراءة وسائل إعلام منوعة حديثة ولا حياة معقدة صاخبة، أما شباب اليوم فقل فيهم من يقرأ، ومن أحب منهم القراءة فقد قل فيهم من يجد وقتا كافيًا لقراءة المتعمقة التي تنمي العقل وتثري الوجدان".