أعلن أحد المراكز الإسلامية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفاة القارئ المصري عبد الله كامل، عن عمر ناهز 38 عاما، والذي كان إماما للمسجد الملحق بالمركز، وأمّ المصلين خلال صلاة التراويح طوال شهر رمضان الماضي. وقالت الصفحة الرسمية للمركز عبر فيسبوك: "إنا لله وإنا اليه راجعون.. توفي منذ ساعات قليلة الشيخ عبدالله كامل إمام مسجدنا في تراويح رمضان، وسوف يتم الإعلان عن تفاصيل الجنازة قريبا". وكنوع من التضامن الإنساني، قال المركز، إننا نجمع التبرعات لمساعدة أسرة حبيبنا الشيخ عبد الله كامل، وذلك من خلال رابط إلكتروني نشرته صفحة المسجد. وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، تغريدات ناعية للشيخ الفقيد، من محبيه، وكان من أبرزها ما نشره القارئ مشاري العفاسي: "اللهم اغفر لعبدك القارئ الشيخ عبدالله كامل، وارفع درجته، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، واجبر مصاب أهله ومحبيه". وكتب الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية سابقًا: "رحم الله الشّيخ عبدالله كامل، ونوّر قبره ورفع درجاته في عليين". • شهرة واسعة وتأثير كبير ويعد عبد الله كامل، من بين أبرز القراء وأكثرهم شهرة وانتشارا في السنوات الأخيرة، حيث تحظى قناته على يوتيوب بالملايين من متابعي تلاوته في عدد كبير من البلدان الإسلامية والعربية، ومؤخرا توجه إلى الولاياتالمتحدة لإمامة أحد أكبر المساجد بولاية نيو جيرسي. • رحلة مشقة وكفاح ولد الشيخ عبد الله كامل، بإحدى قرى محافظة الفيوم في عام 1985، وواجه معاناة فقد البصر منذ صغره، لكنه قابلها بعزم وصبر وتصميم؛ حيث بدأ حفظ القرآن عن طريق التلقين والاستماع من مشايخ القرية، وكان يحاول أن يحتفظ بما سمعه بدقة إلى أن يصل لبيته، ليعيده على إخوته ويعاونونه على حفظ ما سمع. وقال في مقابلة تلفزيونية، إنه عانى من مشقة كبيرة في الحفظ، مع عدم توفر وسائل تكنولوجية، ما عرضه للضرب في أحيان كثيرة على يد مشايخه، مؤكدا رفضه لأسلوب الضرب بوجه عام، وفي تعليم القرآن بوجه الخصوص. ومع سنوات الشباب، بدأ مستعينا بطريقة برايل للمكفوفين في التوسع بعلوم القرآن واللغة من خلال دراسته بكلية دار العلوم، إلى أن وصل لدرجة من التمكن وضعت له مكانا بارزا بين القراء.