سفير القرآن الذي أسلم على يديه الكثيرون، ولد الشيخ أحمد محمد عامر في 3 مايو 1927م في قرية بسيطة بمركز فاقوس بالشرقية تسمى قرية العساكرة، التحق بكتاب الشيخ عبدالله بقرية الأخيوة، وتنقل بين المشايخ سعياً وراء الإتقان والتجويد، وأول من تلقى عنه القراَن والده الشيخ محمد عامر من كبار المقرئين في قريته كما كان منشداً للتواشيح والابتهالات الدينية. تفرغ شيخنا لدراسة القراَن واستطاع بالفعل أن يتم حفظ القران في سن صغيرة فلم يكن يتجاوز الحادية عشر من عمره، ولحلاوة صوته وإتقانه أطلق عليه لقب (الشيخ) منذ صغرة، كما استحق أن يقال عنه (القارئ الخاشع) حيث كان يقرأ وكأنه يصلي. تدارس القرآن على يد الشيخ عبدالسلام الشرباصي، وتلقى عنه رواية حفص وورش وقالون، وعندما توفي شيخه استكمل مسيرة تلقي العلم على يد الشيخ إبراهيم نجم فقرأ عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية. اجتاز اختبار لجنة المقرئين بالإذاعة بجدارة من أول مرة، وكان ذلك عام 1959م إلا أنه بسبب الحرب والعدوان الثلاثي فخدم بالجيش، ولم يسمع صوته عبر الأثير إلا عام 1963م. اختارته وزارة الأوقاف ضمن مجموعة من القراء للسفر إلى الخارج لنشر كتاب الله وقراءته والمشاركة في لجان التحكيم في المسابقات الدولية فسافر إلى السودان 1958م، وفلسطين في عامي 1959 و1969م، ودول الخليج ودول المغرب العربي، كما سافر الي بلدان العالم كفرنسا 1969م، والهند، والبرازيل، وبريطانيا، وأمريكا، فأحيا ليالي رمضان في المراكز الإسلامية من خلال إمامة الناس في صلاة التراويح وختم القراَن فمن الله عليه بأن أسلم على يديه العشرات من البريطانيين والباكستانيين وغيرهم، كما حصل من خلال رحلاته تلك على الكثير من شهادات التقدير، وكرمته العديد من الدول ومنحه الملك علي شاه ملك ماليزيا وسام التقدير عام 1970م. تولى العديد من المناصب منها نقيباً لقراء محافظة الشرقية، وعضواً في مجلس إدارة النقابة العامة لقراء القرآن الكريم، وعضواً في مقرأة الإمام الحسين التي يرأسها الشيخ المعصراوي، زامل كبار القراء منهم الشيخ محمود خليل الحصري، وعبدالباسط عبد الصمد، ومحمود على البنا، وتتلمذ على يديه العديد من الطلبة الذين حفظوا القرآن دون أن يتلقى منهم أجراً على ذلك وذلك استجابة منه لوصية والده. قال له الشيخ الحصري (أبشرك بمستقبل عظيم)، ويُذكر له أنه توجه مع نقيب المقرئين وقتها أبو العينين شعيشع إلي مكتب وزير الأوقاف الدكتور حمدي زقزوق لإقناعه بالتراجع عن قرار منع القراء الذين تجاوز عمرهم ال 65 عاماً من السفر إلى الخارج ضمن بعثات الأوقاف في شهر رمضان، وبالفعل تم إلغاء القرار. توفي في 20 فبراير عام 2016 عن عمر يناهز ال89 عاما تاركاً خلفه ارغثا فاق إرث المال والولد، وأوصى أبناءه بوصل من كان يحبهم ويودهم وأن يراجعوا القرآن دائما فهو غالب لا مغلوب.