قال مصدر مسئول، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع على مدار الساعة التفاصيل المتعلقة بإجلاء الجنود المصريين وضمان سلامتهم ووصولهم جميعها إلى أرض الوطن. وأفاد المصدر، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، بنجاح جهود التنسيق المصري الإماراتي والوساطة مع ميليشيا الدعم السريع وانتهاء أزمة احتجاز الجنود المصريين في مطار مروي بعد وصول الدفعة الثانية من الجنود المصريين إلى الخرطوم وتحديدا إلى المحلقية العسكرية هناك. وأضاف: «بذلك، يكون قد أُسدل الستار عن واحدة من أكثر العمليات دقة وتعقيدا التي تمت بمتابعة من القيادة السياسية وتنسيق متكامل بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة فور اشتعال المواجهات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع». وكان الدعم السريع قد سيطر على مطار مروي الذي يتمركز به عدد من الجنود المصريين تواجدوا في السودان في إطار مهمة تدريب وفق بروتوكول موقع بين البدين، وحينها تمكّن العدد الأكبر من الجنود المصريين من التعامل مع الموقف والإفلات من الاحتجاز، في حين تم احتجاز أعداد أخرى. وبمجرد ورود أنباء الاحتجاز، وفيما كانت القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة لمنع تصعيد الموقف في السودان، كانت الأجهزة المصرية تسابق الزمن لاستعادة الجنود المصريين وضمان سلامتهم وبتنسيق متكامل مع القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، حيث وصلت الطائرة المصرية إلى قاعدة دنقلة السودانية وتم إجلاء الجنود المصريين. وفي وقت سابق من اليوم، أفاد العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ غريب المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، بوصول بقية عناصر القوات المسلحة المصرية في السودان لمقر سفارة مصر في الخرطوم تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضى السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم. وقال المتحدث العسكري في بيان نشرته صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: «في ضوء الأحداث الجارية بالأراضى السودانية وفي إطار جهود القوات المسلحة المصرية والتعاون الوثيق بين كل الأجهزة الأمنية فى مصر والسودان لتأمين عودة القوات المصرية المشتركة فى التدريب المشترك مع القوات السودانية.. تم أمس الأربعاء 19 أبريل اتخاذ كل إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط 3 طائرة نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية فى إحدى القواعد الجوية بالأراضى السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية فى ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضى السودانية عبر 3رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة». وأضاف: «تم صباح اليوم الخميس 20 أبريل وبالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان تأمين وصول باقى عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضى السودانية فور إستقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن». وتابع: «تؤكد القوات المسلحة على صحة وسلامة كافة العناصر المصرية التى وصلت إلى أرض الوطن وكذا المتواجدة بالسفارة المصرية بالخرطوم». وختم قائلا: «حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء». في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية، نجاح جهود تأمين سلامة باقى الجنود المصريين في السودان. وقال بيان صادر عن الوزارة، اليوم الخميس: «أعلنت جمهورية مصر العربية نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتأمين سلامة باقى الجنود المصريين المتواجدين في جمهورية السودان لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم». وبحسب البيان، أعرب البلدان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين. وذكرت وزارتا الخارجية بجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي. وأكدت الوزارتان التزام جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، مشددتان على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.