ضم التاريخ الإسلامي العديد من الأئمة والفقهاء، الذين أثروا العالم بعلمهم ومؤلفاتهم وتتلمذ على أيديهم الكثير، واستفاد الناس من فتواهم في شئونهم الحياتية. لذلك، تعرض "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "أشهر الأئمة في التاريخ الإسلامي"؛ لتأخذكم معها في رحلة نتعرف فيها على بعض الشخصيات التاريخية الإسلامية التي سطرت أسمها بحروف من نور. وفي هذه الحلقة نذكر مقتطفات من حياة الإمام ابن عقيل الحنبلي، من كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي. - مولده ونشأته ولد الإمام ابن عقيل الحنبلي 431 ه في بغدادالعراق، وأطلق عليه لقب شيخ الحنابلة، وتوفي سنة 513 ه، وهو أحد الأئمة الكبار. - كتاب الفنون هو كتاب كبيرٌ جداً وأشهر مؤلفات الإمام ابن عقيل الحنبلي، وقيل أنه بلغ 800 مجلد، فيه فوائد كثيرة في الوعظ والتفسير والفقه والأصول، والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات، وفيه مناظراتُه ومجالسُه التي وقعت له وخواطره ونتائج فكره فيَّدها فيه. وقال فيه ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة "3/129": وأكبر تصانيفه: كتاب "الفنون"، وهو كتاب كبير جدًا، فيه فوائد كثيرة جليلة، في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره قَيَّدَها فيه. - آراء العلماء قال عنه الذهبي: "الإمام العلامة البحر، شيخ الحنابلة أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبدالله البغدادي الظفري، الحنبلي المتكلم، صاحب التصانيف، كان يسكن الظفرية ومسجده بها مشهور". وقال فيه ابن الجوزي، هو فريد فنه، وإمام عصره، كان حسن الصورة، ظاهر المحاسن، وقال أيضا: كان ابن عقيل دينا، حافظا للحدود، توفي له ابنان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه، وكان كريما ينفق ما يجد، وما خلف سوى كتبه وثياب بدنه، وكانت بمقدار، توفي بكرة الجمعة ثانِ عشر جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وكان الجمع يفوت الإحصاء، قال ابن ناصر شيخنا: حزرتهم بثلاث مائة ألف.