تحل اليوم، الأحد ذكرى ميلاد العالم الإسلامى تقي الدين أحمد، الشهيرب"ابن تيميه"، والذي يتبع المذهب الحنبلي، ويمتلك اسهامات كبيرة في علوم الفقه والحديث والعقيدة وأصول الفقه والفلسفة والمنطق والفلك. هو تقي الدين أحمد ابن تيمية، ولد في 10 ربيع الأول661 ه / 1263م، أحد علماء المذهب الحنبلي احد كبار العلماء المسلمين، واسهم بشكل كبير فى كل من الفقه والحديث والعقيدة وأصول الفقه والفلسفه والمنطق ليصبح بارعا فى علوم الحساب والجبر. ولد في مدينة حران بالجزيرة الفراتية بين الخابور والفرات، وحران داخل الحدود التركية على بالقرب من الحدود السورية داخل ما يعرف بالأقاليم السورية الشمالية، عاصر بن تيمية غزوات المغول على الشام خاصة عند استيلاء المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها لينتقل بعد ذلك مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667 ه. نشأ ابن تيمية فى دمشق وتلقى مع أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام حيث قرأ الحديث والتفسير واللغة وكانت له مساهماته العظيمة في تفسير القرآن الكريم . نسبه وتسميته عرف بتقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام "شيخ الإسلام" مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن إبراهيم بن علي بن عبد الله النميري الحراني ثم الدمشقي. ويرجع سبب شهرته بابن تيمية حيث ان جده محمد بن الخضر قد حج وله امرأة حامل ومر في طريقه على درب تيماء ببلدة قرب تبوك فراى هناك طفلة جاربة حسنة الوجه خرجت من خبائها فلما رجع لحران وجد امرأته وضعت بنتا،فلما رأها قال :"يا تيمية يعنى انها تشبه التى رأها بتيماء فلقب بذلك"، وقيل ان جده محمد هذا كانت أمه تسمى تيمية وكانت تعمل واعظة فنسب اليها هو وأبناءه. أسرته العريقه يعتبر جده أبو البركات مجد الدين الذي توفي عام 652 ضمن أئمة المذهب الحنبلي وسمي ب"المجتهد المطلق"، وقال عنه الإمام الذهبي:"حكى لي شيخ الإسلام ابن تيمية بنفسه أن الشيخ ابن مالك كان يقول: لقد ألان الله الفقه لمجد الدين ابن تيمية كما ألان الحديد لداود". فيما يعد والده عبد الحليم بن مجد الدين كان له كرسي بجامع دمشق وتولى مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين، وبها كان سكنه وقد توفي سنة 682 ه بدمشق ودفن في مقابر الصوفية، وكان لإبن تيمية عدة أخوة منهم زين الدين عبد الرحمن الذي كان تاجرا وعاش بعد وفاة أخيه تقي الدين، وشرف الدين عبد الله المولود بحران سنة 666 ه. بداية عمله بالافتاء وبدأ ابن تيمية فى الافتاء، وهو إبن سبع عشرة عامًا، وشرع في الجمع والتأليف وعند بلوغه الحادية والعشرين ورث والده عبدالحليم فى المكانه العلمية حيث وضع له منبرا بالمسجد الاموى بعد صلاة الجمعة ليفسر فيه بعض ايات القران وذلك فى عام 682 هجريا وتميز مذهبه بين المعقول والمنقول وكان متحمسا للجهاد والحكم الشرعى ويعتبر شحصية مؤثرة فى تطور حركة الاسلام السياسي فى ذلك الوقت. حبسه انتقده عدد من مناظريه ومخالفيه من علماء عصره مثل حجر الهيتمى وتقى الدين السبكى وتاج الدين السبكى فى العديد من الامور مثل النهى عن زيارة قبور الانبياء وشد الرحال لزيارة القبور والتوسل باصحابها ومسألة الطلاق بالثلالثة حتى قاموا بشكواه فى مصر وطلب وعقد مجلس لمحاكمته حضره القضاه وكبار العلماء فحكموا عليه وحبس فى قلعة الجبل عام ونصف مع أخويه ليعود إلى دمشق ثم لمصر ثانية ثم يسجن فى الإسكندرية مرة أخرى مايقرب من ثمانية أشهر وعندما أفرج عنه اجتمع بالسلطان بمجلس حافل للقضاة والأعيان والأمراء لتقرر براءته ويقيم فى القاهرة ثم يعود بعد ذلك إلى دمشق ليناظر فقهائهم الذين خالفهم فيها ويجبس فى قلعة دمشق ويفرج عنه السلطان الناصر محمد بن قلاوون وبعد ذلك عاد إلى دمشق، فناظره فقهاؤها في الأمور التي خالفهم فيها فحبس في قلعة دمشق ثم أفرج عنه بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون. مؤلفاته لإبن تيمية ارث علمى كبير من المؤلفات لتصل الى حوالي 330 مؤلفا جمعت كثير منها في مجموع الفتاوى وطبعت في 37 مجلدًا، ومن أشهر مؤلفاته كتاب الإيمام فى مجلد، وكتاب الوسيله فى مجلد والعبودية مجلد واحد وشرح حديث النزول، والكلم الطيب، وسجود التلاوة معانية وأحكامه والقواعد النورانيه. وفاته أودع فى السجن خلال شهر شعبان 726 ه بسبب افتائه بمنعه من السفر لزيارة قبور الانبياء والصالحين للتوسل بها ليظل فيه حتى يمرض لتفيض روحه الى بارئها بعد مرضه ب 20 يوما. وقد توفى فى ليلة 20من ذى القعدة سنة 728 ه ، ولم يعلم أكثر الناس بمرضه حتى فوجئوا بموته وقام مؤذن القلعة بإذاعة خبر الوفاه، ودفن فى صلاة الظهر وكانت جنازته عظيمة جدا ودفن بمقبرة الصوفية قبل ثواني معدودة من صلاة العصر .