تسرد "الشروق" ما روته الملكة شهرزاد من وحي الخيال للملك شهريار عن حكاية التاجر وال4 نصابين والأعمى الحكيم، وجاءت القصة على لسان ابن لأحد الملوك. يحكى أن تاجرا أراد السفر فسأل عن السلعة المرغوبة بوجهته، فقيل له خشب الصندل، فاشترى منه، وحين بلغ المدينة التقته عجوز ونصحته بالحيطة، إذ شيمة أهل المدينة النصب. التقى التاجر بأحد الأشخاص في السوق، فعرف الرجل أن التاجر غريب، إذ لديه عينين زرقاوتين، فسأل الرجل التاجر عن بضاعته، فقال الصندل، فقال الرجل كذب من نصحك به فلا قيمة له هنا ونشعله بدل الحطب. ثم اقترح النصاب على التاجر أن يبيعه الصندل بصاع مما يريد، فوافق ولكن بعد مهلة. خرج التاجر فتعقبه رجل أعور وجذبه وقال له أنت من أتلفت عيني، وحاكمه للناس فحكموا بأن يعطيه التاجر ثمن عينه، فوافق لكن بعد مهلة. ذهب التاجر لإصلاح نعله التي مزقها الأعور، فقال له الإسكافي أصلحه مقابل ما يرضيني، فوافق التاجر. لعب التاجر لعبة مع رجل فحكم عليه إما أن يشرب البحر وإما أن يعطيه كل نقوده، فطلب منه مهلة. رأت العجوز التاجر وعلمت ما حل به، فنصحته بشيخ أعمى، وقالت له إن جميع النصابين يحكون له قصصهم، فاذهب له لترى رأيه في قصص أعداءك. ذهب التاجر للأعمى وتخفي فرأى النصابين، فأما نصاب الصندل فحكى للأعمى، فقال الأعمى قد اتفقت معه أن تعطيه صاع ولم تحدد فقد يطلبه ذهبا، رد النصاب بأن الصندل أغلى، فقال الأعمى قد يطلبه نصفه براغيث ذكور ونصفه براغيث إناث، حينها لن تقدر. وتقدم الأعور فحكى فقال الأعمى قد يطلب منك أن تزن عينك ويزن عينه ليعطيك الثمن، فحينها تصبح أعمى ويظل بصيرا بعينه السليمة. وأما الإسكافي فحكى للأعمى، فرد الأعمى أنك طلبت ما يرضيك مقابل النعل، فقد يقول لك كثر ولد السلطان وزاد ملكه وهزم عدوه، فإن قلت رضيت أخذ النعل، وإن قلت لا أرضى بالخير للسلطان ضربك بالنعل وأخذها. تقدم الرجل صاحب لعبة الرهان فسأل الأعمى، فقال له يستطيع أن يقول لك أعطني فم البحر وأنا أشرب منه فلن تستطيع. أدرك التاجر حلول عمليات النصب التي وقع بها، وباليوم التالي فعل مثل ما قال الحكيم الأعمى، فاسترد بضاعته ونعله وباع الصندل وربح فيه حتى عاد لبلده سالما، وقد غلبت حكمة الأعمى كيد النصابين.