* أعتز بكونى المرأة الوحيدة التى نافست منفردة المؤلفين الرجال هذا الموسم * ياسر جلال تغير بعد البطولة المطلقة وأصبح أكثر توترا وقلقا * رفضت تقديم الرومانسية التقليدية لجذب المشاهد للأحداث * لست ضد ورش الكتابة.. وأستعد لعمل ورشة قريبا * خالد مرعى تفوق على خيالى فى ترجمة الورق.. وهناك مسلسلات أسقطتها من حساباتى بسبب مخرجيها «أشعر بحالة من الاعتزاز كونى المرأة الوحيدة التى تنافس المؤلفين الرجال منفردة هذا الموسم» بهذه الجملة عبرت المؤلفة سماح الحريرى عن سعادتها بما حققه مسلسلها «علاقة مشروعة» من ردود أفعال عقب عرض أولى حلقاته بالموسم الرمضانى، والذى يشهد منافسة ساخنة بين أكثر من 20 عملا دراميا، معظم مؤلفيها من الرجال، أو ورش كتابة تجمع بين الجنسين، لكنها تعزف منفردة كامرأة وحيدة تتصدى لعمل فى ماراثون لا يعرف سوى لغة وحيدة هى تصدر التريند. فى البداية سألتها عن كيفية تعاملها فى هذه الأجواء التى تشهد منافسة كبيرة بين الأعمال الدرامية ومحاولة البعض للجوء للجان إلكترونية، فأجابت: بمنتهى الأمانة لا أعبأ بهذه المنافسة على الإطلاق، وكل ما يهمنى أن يقال عن مسلسلى «حلو»، فهى الكلمة الوحيدة التى تكفينى، وترضى طموحى، وأنا أسعى لتقديم أعمال تحترم عقل المشاهد ومشاعره، ولكن لا أنكر أن النجاح وسط أجواء مليئة بالمنافسة بهذا الشكل، يجعلنى أشعر بزهو داخلى، لأنى تذوقت طعم النجاح خارج الموسم من خلال المسلسلات التى عرضت «أوف سيزون» ولكنه كان نجاحا معتما، لأن الإعلام لم يسلط ضوءه كثيرا عليها، والآن أتذوق طعم نجاح له بريق فى شهر رمضان الذى يحظى باهتمام إعلامى كبير، ونسب مشاهدة عالية. هل تشعرين بنفس حالة الزهو كونك المرأة الوحيدة التى تنافس المؤلفين الرجال هذا الموسم؟ ليس زهوا، بقدر اعتزازى بالجهد الذى بذلته منذ بداية مشوارى، فالحمد لله استطعت أن أحقق الاستمرارية، فالدراما التليفزيونية فى مصر شهدت أعمالا درامية كبيرة تصدت لها كاتبات لهن أسماؤهن ومكانتهن، لكن للأسف لم يكتب لهن الاستمرار، لكن الحمد لله ما زلت أستطيع صياغة عمل من الألف للياء بشكل منفرد، دون الاستعانة بورش كتابة، والحمد لله كثيرا، أن هذه الأعمال ناجحة، وتحقق نسب مشاهدة جيدة جدا، وتنافس بلغة الموسم، وتُحدث رواجا على مواقع التواصل الاجتماعى. وهل يعنى هذا أنك ضد ورش الكتابة؟ أبدا، على الإطلاق، فهناك ورش كتابة رائعة خاصة التى تشرف عليها الكاتبة مريم نعوم، وأنا أحب أعمالها جدا، وللعلم أفكر جديا فى عمل ورشة كتابة أشرف عليها، لدمج عناصر من الشباب فيها، لمواكبة لغة العصر، فالشباب معروف بأفكاره الجامحة والطموحة، وهذا من شأنه أن يحدث تطورا فى أفكارى وأسلوبى، فحينها سأكون رمانة الميزان، أو أساعد هؤلاء فى وضع أفكارهما على الطريق الصحيح، ونكون جميعا استفدنا من بعضنا البعض. برأيك لماذا يتفوق المؤلف الرجل، عن المؤلفة خاصة من الناحية العددية؟ بصراحة شديدة الرجل «باله مرتاح» أكثر، فعملية التأليف تحتاج للانفصال عن الواقع، والجلوس فى عزلة وقت طويل، وهى رفاهية لا تتمتع بها المرأة الشرقية، والتى لديها مسئولية البيت والأولاد والزوج، وتفاصيل أخرى كثيرة، تأخذ الكثير من وقتها وعقلها وحياتها كلها، وعليه فأى مقارنة بين المؤلف والمؤلفة تكون ظالمة، لأننا لا نتساوى فى الأجواء المحيطة بنا. تخوضين هذا الموسم تجربة جديدة من خلال مسلسل «علاقة مشروعة» المكون من 15 حلقة، فهل هى تجربة أسهل من كتابة مسلسل طويل؟ كل تجربة لها صعوبتها الخاصة بها، وفى مسلسل «علاقة مشروعة» واجهت تحديا أكبر من أعمالى السابقة، فالمطلوب تكثيف الأحداث فى 15 حلقة دون أى زيادة، وهذا الأمر مرهق للغاية، خاصة فى مرحلة الكتابة، حيث يقع العبء الأكبر على المؤلف حتى يصيغ الأحداث بشكل سريع ومتلاحق. هل كان الاتفاق المبدئى على كتابة المسلسل فى 15 حلقة؟ منذ أن دار الحديث بينى وبين بطل العمل ياسر جلال، حول التعاون مجددا معا، كنا نسعى لكتابة مسلسل 15 حلقة، لعرضه بإحدى المنصات، ولكن مع وجود فرصة للعرض فى موسم رمضان، فكرنا فى عمل مسلسل من 30 حلقة، يتضمن حدوتين، كل واحدة تستغرق 15 حلقة، وكان من المفترض أن يتم هذا العام الماضى، وشرعت فى كتابة المسلسل فى شهر يونيو 2021، لكن تعطل التنفيذ، لاشتراك ياسر جلال فى بطولة مسلسل «الاختيار» الموسم الماضى، وتلقيت عرضا للتعاون مع فنان آخر بدلا من ياسر بهذا العمل، ولكنى رفضت تماما، فالفكرة ولدت على يديه، والحمد لله حينما أتيحت الفرصة المناسبة، تم إنتاج المسلسل ليعرض هذا الموسم، وبوجود مسلسلات أخرى كثيرة تدور أحداثها فى 15 حلقة، لم نكن بحاجة لحدوتة تانية. البعض استغرب من اسم المسلسل، رغم أنه يخالف الأحداث؟ لن يخالف الأحداث، والحلقات المقبلة ستؤكد هذا، ونحن توقفنا كثيرا عند اسم المسلسل، وكنا نريد وضع «كروس» أحمر فى منتصف العنوان، لكن خشينا أن يفهم الناس أننا بصدد حدوتة عن علاقات مشبوهة، لكن هى علاقة مشروعة مليئة بالصعوبات والمخاطر ودائما على صفيح ساخن، وهو ما تعمدته، فحينما اقترح علىَّ ياسر تقديم مسلسل رومانسى، خاصة أنه قدم معى أدوارا رومانسية فى مسلسل «القاصرات»، و«ساحرة الجنوب»، لكن سعيت لتقديمه فى دور رومانسى غير تقليدى، من خلال حدوتة متوترة، لجذب الجمهور للأحداث، والحمد لله، حدث ما كنا نأمله. تعاملت مع ياسر جلال وهو يلعب الأدوار الثانية، والآن هو متصدر للبطولة، فما الفرق الذى طرأ على شخصيته؟ على المستوى الإنسانى، ياسر جلال لم يتغير أبدا، هو نفس الشخص المتواضع، اللطيف، لكن على المستوى الفنى زاد لديه الشعور بالمسئولية، ففى النهاية هو المتصدر للعمل، وهذا انعكس عليه بالتوتر وقلق. وهل تصديه للبطولة يسمح له بالتدخل فى مرحلة الكتابة؟ هذا الأمر ممنوع تماما، أنا وياسر تربطنا علاقة صداقة منذ عام 2015، ويعلم تماما حدودى، فهناك مساحة أخوية تسمح بالمناقشة، لكن التدخل فى الكتابة أمر مرفوض، وأشعر بالفخر والاعتزاز كونى أنتمى لمدرسة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة فى كثير من الأمور، منها هذه الجزئية، وأدين له بمساندتى فى أولى أعمالى «الحقيقة والسراب» وقال فيما كتبته شعرا وأوصى بإسناد المسلسل لمخرج ونجوم كبار، وهو ما تحقق وكان خير تقديم لى فى مجال الكتابة التليفزيونية، وأعتقد أن هذا الأمر لا يقتصر علىَّ، فأنا من جيل يضم ناصر عبدالرحمن وعبدالرحيم كمال، وهما اسمان كبيران فى عالم الكتابة ولنا جميعا حدود فى إعطاء مساحة لأبطال أعمالنا للمناقشة. كيف كان التعاون مع المخرج خالد مرعى؟ خالد مخرج كبير فى ترجمة ورقى لصورة فاقت تخيلى أحيانا، وأستمتع بالمشاهدة مثل الجمهور تماما، وأعتز جدا بالتعاون معه، خاصة وأننى للأسف لى تجارب مع مخرجين سابقين كانت غاية فى السوء، أفسدوا ورقى، وقدموا على الشاشة أعمالا تحمل اسمى، ولا تعبر عنى، وعن نفسى أسقطها من حساباتى وتبرأت منها، رغم أن أحدها حقق نسبة مشاهدة كبيرة، لكنه لم يعبر عما كتبته، ولولا حرجى من هؤلاء المخرجين كنت أعلنت عن أسماء هذه المسلسلات، أما خالد مرعى فكان عند حسن الظن به، بداية من اختياره للأبطال، فلم أتدخل فى الترشيحات، ما عدا مى عمر، حيث تخيلناها أنا وياسر فى الدور قبل تعاقد خالد، وحينما اقترحنا اسمها تحمس لها. هل تحرصين على مشاهدة الأعمال المنافسة؟ بالطبع، ولكن فى زحمة المعروض، فالعملية مرهقة جدا، ولكن شاهدت مسلسل «كامل العدد» وسمعت كلاما طيبا للغاية عن «الهرشة السابعة» وسأحرص على مشاهدته، كذلك مسلسل «سره الباتع»، و«سوق الكانتو». أخيرا ما هى خطوتك القادمة؟ أنتظر عرض مسلسل «حرب الجبالى» بعد رمضان، وهو يضم نخبة كبيرة من الفنانين منهم أحمد رزق، وسوسن بدر، وصلاح عبدالله، وهناك مشروع جديد متوقع أن يجمعنى بياسر جلال، وخوض تجربة جديدة مع المنتجة مى سليم، وأيضا أنتظر عرض الجزء الثالث من مسلسل «أيام» بطولة الفنان رياض الخولى وشيرين عادل ونخبة كبيرة من الفنانين.