¬ دعت مصر وتركيا الجهات المانحة التي اجتمعت اليوم الأحد في القاهرة إلى تقديم المساعدة الضرورية لإعادة اعمار إقليم دارفور الذي يشهد حربا أهلية. ومؤتمر المانحين لإعادة إعمار دارفور تقيمه منظمة المؤتمر الإسلامي (57 عضوا) وتترأسه مصر وتركيا. ودعا وزير الخارجية أحمد أبو الغيط المشاركين في المؤتمر إلى تقديم وعود بمساعدات كبيرة. وقال أبو الغيط في افتتاح المؤتمر إن "مشكلة دارفور هي في شكل أساسي مشكلة تنمية. نحن مقتنعون بأن المفتاح هو تحسين التنمية ومستوى الحياة بالنسبة إلى المواطن في دارفور". وشدد نظيره التركي أحمد داود أوغلو على أن السلام في دارفور "لن يتحقق فقط عبر اتفاقات سياسية بل أيضا عبر مساعدة إنسانية ومن اجل التنمية". ومن جانبه, أكد أوغلو أن الوضع الحالي في إقليم دارفور يحتاج إلي تضافر الجهود والتعاون مع الحكومة السودانية. وأشار أوغلو إلى أن الفترة الأخيرة شهدت قيام لأطراف المعنية بالأزمة في دارفور باتخاذ العديد من القرارات الهامة في سبيل التوصل إلي اتفاق سلام في الإقليم، لافتا في هذا الصدد إلي أن تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد سيكون دعما للجهود المبذولة لتحقيق السلام في الإقليم . وأكد أوغلو أن تركيا سوف تقدم المساعدة لشعب دارفور إلى أن يتم تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة . وفى هذا الإطار من أكد ثامو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ورئيس لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي علي أهمية القرارات التي سوف تصدر عن المؤتمر في محاولات حل الأزمة في دارفور وحل النزاع في الإقليم . وقال إن النزاع في الإقليم كان له أثر سلبي وأدي إلي العديد من القتلى وجعل الآلاف من سكانه يعانون من الفقر والتهميش ما أدي إلي تفاقم الوضع في دارفور . وأضاف أن الوقت قد حان لكي نحسم هذا الوضع وذلك من أجل وضع حد لهذه الحرب الدائرة في الإقليم ، ولذلك ينبغي تحسين معيشة المواطن الدارفوري من خلال عملية التنمية وتطوير الظروف التي يعيشها حتي لا يكون هناك ظلم . وأوضح مبيكي أن هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية التنمية في الإقليم وتحسين الأوضاع وحل المشاكل وإعادة الأعمار ، مشيرا إلي أنه علي رأس هذه التحديات هو توفير الموارد اللازمة لتحقيق هذا الأمر . وشدد مبيكي علي ضرورة أن يكون هناك ضمانات لعدم اندلاع الحرب من جديد في الاقليم . ومن جانبه قال إبراهيم جمباري رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور " اليوناميد " إن مؤتمر إعادة أعمار دارفور يعقد في وقته نظرا للتطورات الايجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة في دارفور. وأضاف أن هذه التطورات تؤكد أن عملية السلام تسير نحو الوصول إلي اتفاقية سلام تضم جميع الإطراف في الإقليم . وأوضح أن التوصل إلي هذه الاتفاقية من شأنه تحقيق الاستقرار في الإقليم ، مشيدا بالجهود التي تبذلها دولة قطر والوسيط المشترك جبريل باسولي . ويمثل السودان في المؤتمر المتمرد السابق والمستشار الرئاسي مني ميناوي، إضافة إلى وزراء ومسئولين كبار. ودعيت إلى المؤتمر نحو عشرين دولة غير عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي ونحو خمسين مؤسسة دولية ومنظمة غير حكومية. وسيحاول المؤتمر جمع ملياري دولار من المساعدات على شكل هبات أو قروض، على أن يستخدم هذا المبلغ في تمويل سلسلة طويلة من المشاريع التي تم تحديدها بالتشاور مع حكومة الخرطوم في مجالات الزراعة والمياه والصحة والتربية.