قالت دراسة بحثية جديدة نشرتها شركة تحليل البلوك تشين البريطانية "Elliptic"، إن أوكرانيا "تنتصر" على روسيا في معركة التمويل القائمة على العملات الرقمية المشفرة مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني. وأوضحت الدراسة أن إجمالي التدفقات المالية إلى المحافظ الإلكترونية الموالية لروسيا على "blockchain"، وهي تقنية دفتر لا مركزي لمعاملات العملات المشفرة، بلغ نحو 5 ملايين دولار في العام الماضي، مقارنة بأكثر من 212 مليون دولار للحسابات المؤيدة لأوكرانيا، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية. وخلصت الدراسة إلى أن الحسابات الموالية لأوكرانيا، من الهيئات الحكومية الرسمية إلى مجموعات الدعم الإنساني، جمعت 44 ضعف المبلغ الذي يذهب إلى الكيانات الموالية لروسيا، والتي تشمل جمع التبرعات للجيش الروسي والمنظمات الموالية. وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من عشر الأصول المشفرة التي تلقتها المحافظ الموالية لروسيا تنشأ مما وصفته بأنه "نشاط غير مشروع"، مثل أسواق الويب المظلمة أو التبادلات الخاضعة للعقوبات، بينما يأتي أقل من 2% من تبرعات أوكرانيا من مصادر غير مشروعة. وذكرت الدراسة أن استخدام العملة المشفرة اقترح في البداية كإحدى الطرق التي يمكن أن تتهرب بها روسيا من بعض العقوبات التي فرضتها عليها الدول الغربية. وفي غضون ذلك، تعد روسيا الآن الدولة الأكثر تعرضا للعقوبات في العالم، حيث تم فرض 2695 عقوبة قبل بداية الحرب، و11 ألفا و458 عقوبة أخرى على روسيا أو الكيانات الروسية حتى أواخر فبراير الماضي، وفقا لقاعدة بيانات شركة "Castellum.AI" السويدية المتخصصة في رصد المخاطر المتعلقة بالعقوبات. كما أظهرت أبحاث أخرى أجرتها شركة التحليل الأمريكية "Chainalysis"، أن تدفقات العملات المشفرة إلى روسيا بلغت ذروتها في يونيو، بعد بداية بطيئة؛ ما يتوافق مع تحليل "Elliptic". وكانت روسيا أكثر تشككا في اعتماد التشفير، لكنها الآن تلحق بالركب، ولا تزال العملات المشفرة تشكل نسبة صغيرة جدا من المبلغ المتبرع به لقضايا مؤيدة لروسيا، مع استمرار الجزء الأكبر منها في المقام الأول من خلال التبرعات بالعملة الورقية. وأوضح أندرو فيرمان، وهو رئيس استراتيجية العقوبات في شركة "Chainalysis" أن أموال التشفير لا تتدفق مباشرة إلى الدولة الروسية، ولكنها تستخدم لتمويل القوات بشكل فعال". وأضاف أنها "لن تشتري الدبابات، لكنها أشياء مثل السترات الواقية من الرصاص، والقفازات لفصل الشتاء لمن هم في الخطوط الأمامية".