رئيس وزراء اليابان يعرب عن قلقه لقرار تعليق روسيا المشاركة في معاهدة ستارت الجديدة

أعرب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عن عميق قلقه إزاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة بلاده بشكل مؤقت في معاهدة "ستارت الجديدة" للحد من الأسلحة الاستراتيجية والهجومية، مؤكدا أهمية الانخراط في نزع السلاح النووي.
وقال كيشيدا -في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على الأزمة الروسية الأوكرانية، أوردتها هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) اليوم الجمعة- "إنه في مثل هذا اليوم منذ عام مضى بدأ العدوان الروسي على أوكرانيا، يوم الرابع والعشرين من فبراير الذي لا ينسى للأشخاص في هذا العصر المعاصر".
وأضاف "أنه بعد مرور عام، فإن القتال نحو العدالة ما زال جاريا ولا يمكن التنبؤ به".. مشيدا بشجاعة الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم وبالتزامهم تجاه وطنهم الذي ظهر في أفعالهم التي حظيت بروح التضامن من الشعوب حول العالم.
وأثنى كيشيدا على التضامن الذي أظهره الشعب الياباني تجاه الأوكرانيين، حيث فر أكثر من 2000 لاجئ أوكراني إلى اليابان، فيما عرضت أكثر من 800 شركة توفير الدعم كتقديم فرص عمل، معلنا أن الحكومة اليابانية قررت تمديد دعمها لسبل عيش الأوكرانيين الذين ليس لهم أقارب في اليابان لمدة عام.
وأكد أنه لا يمكن السماح على الإطلاق بتغيير الوضع القائم بشكل أحادي الجانب باستخدام القوة، مشددا على ضرورة بذل جهود دؤوبة لدعم أوكرانيا وفرض عقوبات ضد روسيا، وعلى أهمية استعادة السلام والنظام العالميين من خلال سيادة القانون مثل القانون الدولي الذي يشمل ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه باعتبار أن بلاده الرئيس الدوري الحالي لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، فإنها ستقود الدول وتوحد موقفها من أجل معالجة الوضع الأوكراني خلال قمة هيروشيما التي ستنعقد في مايو المقبل وخلال الاجتماعات الأخرى التي ستعقد على مدار العام.. موضحا أنه سيتم دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة المجموعة التي ستعقد اليوم عن بٌعد.
وأوضح أنه "بينما يعمل الغرب على زيادة دعمه لأوكرانيا بالأسلحة، فإن روسيا تشرع في شن هجوم آخر"، لافتا إلى أن القضية ملحة وسيتم مناقشة آخر المستجدات والتأكيد على وحدة مجموعة السبع خلال اجتماع اليوم.
وفيما يتعلق بالعقوبات ضد روسيا، قال رئيس الوزراء الياباني إن مجموعة السبع ترغب في النظر في فرض عقوبات جديدة في ضوء حقيقة أن دولة ثالثة تدرس توفير مساعدة عسكرية إلى روسيا، حيث سيدعو قادة المجموعة إلى أن يتم إيقاف مثل هذا الدعم.
وأوضح أنه في الوقت الحالي، لا نرى نهاية للحرب الروسية، وفي ضوء هذه الحقيقة القاسية فإن أشد ما تحتاجه أوكرانيا هو المعدات العسكرية للقتال ضد روسيا.. لافتا إلى أن اليابان في ضوء "مبادئ البلاد الثلاثة في نقل المعدات الدفاعية" قامت طوكيو بإرسال سترات مضادة للرصاص وخوذ وطائرات من دون طيار وغيرها إلى أوكرانيا، ولكن هناك قيود على توفير معدات فتاكة.
وقال فوميو كيشيدا إن اليابان بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية تقود التعاون داخل إطار مجموعة الدول السبع، بالإضافة إلى المساعدة في مجال الطاقة، موضحا أن اليابان على سبيل المثال تقود المبادرة لتقديم 1500 مولد للطاقة والتي توفر التدفئة لعدة مئات من الأشخاص في أوكرانيا خلال هذا الشتاء القارس.
وأضاف كيشيدا أنه من أجل استفادة المزيد من الأشخاص، فإن اليابان تعمل على توفير منشآت للتحويلات الكهربائية، بالإضافة إلى نحو 140 من المعدات الكهربائية.. مشيرا إلى أنه من المهم أن يتم إزالة الألغام والمواد غير المتفجرة من المناطق التي انتهى بها القتال في أوكرانيا من أجل ضمان الحصول على الأمان وأيضا المساعدة في عمليات إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن اليابان بدأت في تدريب الأوكرانيين بمساعدة خبراء إزالة الألغام على هذا الأمر.. لافتا إلى أنه سيتم الاستمرار في عمليات التدريب، كما تم تقديم معدات الإزالة، لذلك فإنه بإمكان أوكرانيا البدء في عملية إزالة واسعة النطاق للألغام في أقرب وقت ممكن.
وأردف كيشيدا أن الشرط المسبق من أجل إعادة الإعمار هو إزالة الحطام، لذلك فإننا سنقوم بتقديم معدات بناء أيضا.
وقال إن أوكرانيا قبل العدوان الروسي كانت واحدة من أكبر الدول في العالم لإنتاج الحبوب، حيث كانت تقوم بتقديم المواد الغذائية إلى كل مكان في العالم، إلا أنه بسبب العملية الروسية فقد تأثرت إمدادات الحبوب كما حدثت أزمة الغذاء العالمية.
ولفت إلى أن اليابان قدمت دعما من أجل تعزيز قدرات أوكرانيا لتخزين محاصيلها، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية للمناطق المتضررة.. مشيرا إلى أنه من المهم دعم أوكرانيا، لذلك فإنه بإمكانها مرة أخرى أن تكون قادرة على توفير محاصيلها بشكل عالمي.
وأعرب كيشيدا عن عزمه تقديم مساعدات إلى أوكرانيا من أجل انتعاش القطاع الزراعي وأيضا استعادة عمليات التصدير، كما أكد أن اليابان ستقدم مساعدات مختلفة في مجالات التعليم والثقافة وغيرها.
وأوضح كيشيدا أنه تم فرض عقوبات قوية ضد روسيا، بالإضافة إلى دعم أوكرانيا قائلا "إنه تم عقد العديد من الاجتماعات والمؤتمرات التي دعا إليها من أجل هذا الأمر من بينها قمة مجموعة السبع ومجموعة العشرين وقمة آسيان وغيرها".