بدأ مسؤولون يابانيون وصينيون كبار، اليوم الأربعاء، أول حوار أمني بينهم منذ أربع سنوات في محاولة للحفاظ على الثقة المتبادلة وتعزيزها وسط خلاف حول مناطيد التجسس المشتبه بها التي أطلقتها بكين. وذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية أنه قد جرى عقد آخر حوار أمني بين اليابانوالصين في بكين في فبراير 2019. وقالت مصادر حكومية يابانية إنه من المرجح أن يوافق مسؤولو وزارتي الخارجية والدفاع اليابانيةوالصينية، خلال الاجتماع في طوكيو، على مواصلة العمل معا لبناء علاقات ثنائية بناءة ومستقرة، بحسب الوكالة اليابانية. وفي بداية المحادثات، أعرب النائب الأول لوزير الخارجية الياباني شيجيو يامادا عن قلقه بشأن مناطيد التجسس الصينية المشتبه بها وزيادة أنشطة بكين العسكرية مثل تلك التي تتم بالتعاون مع روسيا. ومن جانبه، حذر نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونج من "التحركات السلبية" التي تتخذها طوكيو فيما يتعلق بتايوان "بالتواطؤ مع قوى خارج المنطقة"، في إشارة على ما يبدو إلى وثائق السياسة اليابانية التي تم مراجعتها مؤخرا للتعهد بتعزيز التحالف مع الولاياتالمتحدة. وشددت اليابان، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، على أهمية "السلام والاستقرار في مضيق تايوان" في وثائق الدفاع الرئيسية الثلاث التي تم تحديثها في ديسمبر الماضي، بما في ذلك استراتيجية الأمن القومي التي تحدد المبادئ التوجيهية للسياسة طويلة الأجل. وتعهدت اليابان، في الوثائق، بتعزيز ردعها من خلال الحصول على "قدرات الهجمات المضادة" لضرب أهداف في أراضي العدو في حالة الطوارئ، وتعهدت كذلك بمضاعفة إنفاقها الدفاعي، مما أثار رد فعل عنيف من الصين. وحضر الاجتماع أيضا نائب المدير العام لمكتب السياسات الدفاعية بوزارة الدفاع اليابانية أتسوشي أندو ونائب مدير مكتب التعاون العسكري الدولي باللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانج باو تشون. ويعقد الاجتماع بعد أسبوع من إعلان الحكومة اليابانية أن ثلاثة أجسام طائرة مجهولة الهوية على الأقل رصدت فوق الأجواء الإقليمية للبلاد في الفترة من 2019 إلى 2021 "يشتبه بشدة" في أنها مناطيد تجسس صينية غير مأهولة. ونفت الصين تورطها وانتقدت اليابان "لاختلاقها روايات للتشهير والهجوم" على بكين دون إظهار أي دليل واضح، ودعت الصينطوكيو إلى التوقف عن اتباع نهج واشنطن في تضخيم التهديدات الصينية. ولتبديد المخاوف بشأن مناطيد التجسس الصينية المشتبه بها ، قررت الحكومة اليابانية تخفيف شروط استخدام قوات الدفاع الذاتي للأسلحة ضد الأجسام الطائرة غير المأهولة التي تتسلل إلى المجال الجوي للبلاد. وأسقطت الولاياتالمتحدة في 4 فبراير الجاري، ما بدا أنه منطاد صيني قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وظلت القوتان الآسيويتان على خلاف أيضا بشأن جزر سينكاكو التي تسيطر عليها طوكيو في بحر الصين الشرقي، والتي تطالب بها بكين وتسميها دياويو. وتدخل سفن خفر السواحل الصينية بشكل متكرر المياه اليابانية حول الجزر الصغيرة غير المأهولة. وحذر مسؤولو الدفاع اليابانيون، خلال المحادثات في طوكيو، نظراءهم الصينيين من أي اختراقات محتملة للمجال الجوي الياباني بواسطة "مناطيد تجسس صينية"، وطالبوا بعدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى. وبينما تستمر التوترات بشأن مناطيد صينية يشتبه في استخدامها للتجسس رصدت فوق اليابان في السنوات الأخيرة، تعهد الجانبان بمواصلة العمل معا من أجل الإطلاق المزمع لخط ساخن بين سلطات الدفاع في الربيع لتجنب وقوع حوادث عسكرية غير متوقعة، وفقا لما ذكرته كيودو صباح اليوم الأربعاء.