• المهرجان يعلن دعمه للاحتجاجات المعارضة في إيران.. وزيلينسكي يوجه نداء عاطفيا إلى صانعى الأفلام للوقوف مع أوكرانيا ضد الهجوم الروسى * مديرا المهرجان: نقف جنبًا إلى جنب مع أولئك الذين يقاتلون للتعبير عن أفكارهم افتتحت، أمس الأول، الدورة 73 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، ببث فيديو مباشر للرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى قدم خلاله رسالة حول دعم الفن لأوكرانيا، موجها نداء عاطفيا إلى صانعى الأفلام والفنانين من أجل دعم بلاده فى مواجهة الهجوم الروسى عليها، وقال إن السينما والأفلام يمكنها أن تتجاوز الحواجز الحقيقية والأيدولوجية. مذكرا بفيلم «فيم فيندرز السماء فوق برلين» الذى توقع بشكل استباقى نهاية التقسيم الألمانى، وقال إن روسيا هى التى تبنى اليوم سورا جديدا فى أوكرانيا «هذا سور بين الحرية والعبودية»، وأشار إلى أنه لا يمكن للفن أن يظل غير مبالٍ لأنه فى الصمت سيصبح «صوت الشر وحده أعلى وأكثر إقناعا». وألقى النجم شون بن الذى أخرج فيلم عن مسار الحرب الروسية بعنوان قوة عظمى «Superpower»، قدم فيها كواليس لقائه بزيلينسكى وإصراره على تسجيل بدايات الحرب، وذلك بحضور كلوديا روث وزيرة الدولة للثقافة والإعلام، ورئيس بلدية برلين فرانزيسكا جيفى، ورئيسة لجنة التحكيم لهذا العام النجمة كريستين ستيوارت، بالإضافة إلى مديرى المهرجان مارييت ريسنبيك وكارلو شاتريان واللذين قالا «إن المهرجان الذى يستمر 11 يومًا يقف جنبًا إلى جنب مع أولئك الذين يقاتلون للتعبير عن أفكارهم ووعد بأفلام تحكى قصة العالم بكل جروحها وجمالها المفجع». وأعربت إدارة المهرجان، عن تضامنها مع شعب أوكرانيا فى كفاحهم من أجل استقلالها وتدين بشدة الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، مؤكدة: «أفكارنا وتعاطفنا مع الضحايا والسكان الذين يعانون والملايين الذين غادروا أوكرانيا والفنانين الذين ظلوا يدافعون عن البلاد ويواصلون تصوير الحرب. إنه لشرف خاص لنا أن نكون قادرين على الترحيب بالرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رقميًا فى افتتاح مهرجاننا». فيما تم تقديم لجنة التحكيم برئاسة النجمة الأمريكية كريستين ستيوارت، وأعضاء اللجنة الممثلة الإيرانية جولشيفته فاراهانى، ومن المانيا وفاليسكا جريسيباتش، والرومانى ورادو جود، والأمريكى وفرانسين مايسلر، والاسبانية سيمون، وجونى تو من هونج كونج. وعرض المهرجان فيلم الافتتاح «تعالى الى» للمخرج ريبيكا ميلر والتى تقدم أبطالها آن هاثاواى، ماريسا تومى، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون، يتتبع الفيلم ملحنًا ستيفن لاودم (بيتر دينكلاج) يعانى من توقف الإبداع وغير قادر على إنهاء أوبرا كبيرة، بناءً على طلب من زوجته باتريشيا (آن هاثاواى)، التى كانت معالجته السابقة، انطلق بحثًا عن الإلهام ويعيد اكتشاف شغفه بعد توقف ليلة واحدة ملىء بالمغامرات ويجد الإلهام بعد لقاء صدفة مع امرأة غير عادية؛ ما يكتشفه هو أكثر بكثير مما كان يراهن عليه أو يتخيله. وشهدت السجادة الحمراء حضور عدد كبير من النجوم والسينمائيين، منهم الممثلة البريطانية الحائزة جائزة الأوسكار هيلين ميرِن التى ستأتى إلى المهرجان لحضور العرض العالمى الأول لفيلمها «جولدا» للمخرج جاى ناتيف. ويتناول الفيلم السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية الأسبق جولدا مائير فيما تدور أحداث خلال حرب أكتوبر عام 1973. أيضا الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت حيث سيُعرض فيلمها «Tar تار»، ونجم هوليوود ويليم دافو بطل فيلم «Inside من الداخل» للمخرج فاسيليس كاتسوبيس، والمخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج لتسلم جائزة الدب الذهبى الفخرية عن مجمل أعماله. ويعد المهرجان أكثر المهرجانات السينمائية اهتماما بالسياسة، وفى نسخته هذا العام يعبر المهرجان عن تضامنه مع أوكرانيا ومع الاحتجاجات المعارضة فى إيران حيث سيتم تخصيص سلسلة من الفعاليات والعروض لتسليط الضوء على البلدين، حيث تتناول عدد من الأفلام الصراع فى أوكرانيا، ومن بينها الفيلم الوثائقى «الجبهة الشرقية» والذى تم تصويره بشكل حقيقى على جبهات القتال فى أوكرانيا خلال 2022، وتشمل القائمة أيضا فيلم «الفراشات الحديدية» لرومان ليوبيى وفيلم «فى أوكرانيا» لبيوتر باولوس وتوماس فولسكى، والذى جرى وصفه من قبل القائمين على المهرجان باعتباره «أكثر الأفلام الذى عكس حقيقة واقع أوكرانيا منذ بداية الحرب». ويخصص المهرجان فى نسخته الحالية، برنامجا لإيران لمناقشة قضايا وإشكاليات دور السينما والفن خلال موجة الاحتجاجات الحالية فى إيران، إذ يعد برلين السينمائى الأكثر دعما لصناعة السينما الإيرانية، حيث فاز من قبل بجائزة «الدب الذهبى» أشهر المخرجين الإيرانيين مثل جعفر بناهى وأصغر فرهادى ومحمد رسولوف. وقد رفعت العديد من النساء على السجادة الحمراء، بينهم الممثلة الألمانية من أصل إيرانى ياسمين طباطبائى، لافتة بيضاء عليها شعار «المرأة حياة حرية». ولفتت الفنانة غلشيفته فرحانى، على خشبة المسرح، الانتباه إلى الأوضاع فى بلادها قائلة: «هذا النظام سيسقط». ورد الضيوف عليها بالتصفيق بحفاوة بالغة. وفى كلمتها فى افتتاح المهرجان أكدت وزيرة الدولة للثقافة كلاوديا روت على أهمية الثقافة فى فترات الحرب والأزمة، وقالت إن من «يصور أفلاما ويعرض أفلاما فى الفترات المظلمة، فإنه يقاوم انعدام الحرية فى جميع أنحاء العالم». وأشارت إلى نضال النساء فى إيران وأفغانستان وضحايا الزلزال فى سوريا وتركيا والشعب المهدد من الحرب فى أوكرانيا. وتابعت روت أن مهرجان البرليناله يضمن أن «الفن والسياسة لا يعيقان بعضهما البعض، وأيضا لا يغيبان عن بال بعضهما البعض».