قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الأهرام الأسبق أسامة سرايا، إن مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر الأسبق كان له دور فى بناء الطبقة الوسطى ودعمها، مشيرا في مقال له بصحيفة الأهرام، إلى الكتاب الصادر عن دار الشروق في هذا الصدد بعنوان (مصطفى النحاس.. زعيم الطبقة الوسطى). أوضح سرايا في مقاله أن النحاس كان الرجل السياسى بالسليقة، والذى أحبه الناس بالفطرة، وظلت شعبيته الجارفة تحت السطح حتى استيقظت يوم رحيله 1965، حيث خرج أكثر من 100 ألف مشيع له كأنهم تذكروا أنه الرجل الذى نمت فى أحضانه هذه الطبقة العريضة التى حافظت على مصر فى حروبها المتعددة، وثوراتها، بل فى وجودها على ترابها. وتابع نجح حزب الوفد فى الانتصار لأبناء الطبقة الوسطى، والفلاحين بدخولهم الكلية الحربية، نشب خلاف بين القصر (الملك) والوفد، ممثلا فى مصطفى النحاس، فى اختيار قَسَمْ الجيش، وإصرار القصر على أن يكون الولاء للملك، وإصرار النحاس والوفد على أن يكون للدستور، وهنا ظهر الهدف المضمر أن يكون الجيش مع الوفد ضد القصر، ولكن حُسم القسم بأن يكون الولاء للملك، إلى أن حدث حادث 4 فبراير 1942، وكان هذا الحادث المهم فى التاريخ المصرى (الذى رفضه الشعب والجيش معا) بداية قيام التنظيمات السياسية داخل الجيش. وأردف بقوله: يرجع ذلك إلى بعدين تاريخيين مهمين، الأول دخول الألمان (المحور) إلى منطقة العلمين، واشتداد الحرب بين دوله وقوات التحالف (الإنجليز والأمريكان) فى الحرب العالمية الثانية، وكان واضحا أن الوفد مع الإنجليز، والقصر مع الألمان، أى أن الملك فى اتجاه، والوفد والنحاس فى اتجاه آخر، فسارع الإنجليز إلى تأليف حكومة تضمن لهم استقرار مصر، ووقوفها معهم فى الحرب، وكان هذا هو البعد الثانى لذلك الحادث التاريخى، الذى شكل منعطفا بُنى عليه تنظيم الضباط الأحرار. وواصل: لقد بدا جليا أن هذا الحادث أثر فى شعبية النحاس، ولم يكن الصدام الذى ظهر بين حكومات ما بعد الثورة هو السبب المباشر فى اختفاء النحاس حتى رحيله عام1965، وحلْ الوفد، والأحزاب كافة، بل كانت الخصومات السياسية، التى رصدها بوضوح الدكتور علاء الحديدى فى كتابه (مصطفى النحاس.. زعيم الطبقة الوسطى)، هى التى أدت إلى تجاهل النحاس رسميا فى كل الأدبيات التى ظهرت بعد ذلك.