بلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره المصري سامح شكري الذي يزور موسكو حاليا أن روسيا تواجه خطرا عسكريا متزايدا من اوكرانيا، بسبب الأسلحة التي ترسلها دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى كييف. وخلال اجتماع مع سامح شكري في موسكو اليوم الثلاثاء، قال لافروف إن القوات المسلحة الروسية سوف تبذل كل ما في وسعها لضمان فشل خطط الغرب في أوكرانيا. وفيما يتعلق بالتعهدات التي صدرت مؤخرا بشأن إرسال دبابات متقدمة من دول رئيسية في حلف الناتو إلى أوكرانيا، قال لافروف: "نتخذ كافة الإجراءات الضرورية من أجل عدم السماح لأوكرانيا بأن تصبح كذلك خطرا أكبر على أمننا". وأكد لافروف أن سامح شكري نقل رسالة من وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بشأن أوكرانيا، غير أنه أوضح أنه لم ترد مقترحات، بل مجرد مطالب بالانسحاب من أوكرانيا ووقف الأعمال العدائية. وشدد لافروف على وجهة النظر الروسية بأن الولاياتالمتحدة والناتو يستغلان الحرب لفرض الهيمنة على العالم، وأن موسكو تعتبر نفسها في حرب مع العالم الغربي بأسره. وقال لافروف: "كل شيء هنا واضح تماما أن الأمر لا يتعلق مطلقا بأوكرانيا"، مضيفا أن أوكرانيا ليست مستقلة بقراراتها، وأنها ببساطة تنفذ الأهداف الغربية. وفي وقت سابق من اليوم، قال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده مع الوزير شكري بموسكو، وأوردت تفاصيله قناة "آر تي عربي" الروسية، :"اتفقنا على العودة إلى التسوية الشاملة على أساس القانون الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية وتجديد عمل الرباعية الدولية. نعتقد أنه من الضروري إعادة إحياء الرباعية الدولية". وأضاف أنهما اتفقا على وحدة الأراضي السورية، وأن روسيا تنطلق دائما من الحاجة إلى تعزيز عمل جامعة الدول العربية، لافتا إلى أنهما وافقا على اتخاذ خطوات للجنة المشتركة الاقتصادية، وتنفيذ المشروعات الخاصة بالمحطة النووية في الضبعة وغيرها من المشروعات. وعبر لافروف عن القلق بشأن الهجمات على إيران، وقال: "نعتقد أن ذلك خطأ كبير من قبل الغرب، لقد اتخذ الأعضاء في الصفقة النووية هدفا لتقويض الصفقة"، مشيرا أنهم يريدون إعادة الولاياتالمتحدة إلى وعيها، واتخاذ محاولات واضحة وجادة لإعادة إحياء هذه الصفقة، إلا أن الغرب بدأ باتخاذ خطوات غير عقلانية. وأشار لافروف إلى أنه تم التوصل اليوم إلى اتفاق حول مشاركة إيران في تسوية العلاقات بين تركيا وسوريا، مؤكدا دعم بلاده اهتمام الرئيس التركي في تسوية وتطبيع الأوضاع بشكل عام بين الجارتين تركيا وسوريا. بدوره ، أكد الوزير شكري أن "روسيا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعضو في الرباعية الدولية، ودائما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، ولا غنى عن التواصل بيننا، وإيجاد الأطروحات التي تعزز تواجد الرباعية الدولية، نستمر في التنسيق بيننا للدفع قدما بجهود التسوية ونهاية الأزمة". وشدد شكري على ضرورة الخروج من دائرة الصراع والتصعيد، التي لا تخدم مصالح الاستقرار، والتي تؤدي على العكس لتعزيز التوجهات المتطرفة، وهو ما لا يصب في مصلحة دول المنطقة، وجهودها للارتقاء بالشعوب. وأشار إلى اتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تعيد الأزمة الليبية إلى الأطر الشرعية المتمثلة في المؤسسات الليبية ومقررات الصخيرات ، مشيرا إلى أن مصر سوف تستمر في المضي قدما في جهودها في إطار التنسيق لعدم عودة المجابهات العسكرية. وأضاف أن مصر لها مصلحة رئيسية لما بين الشعبين المصري والليبي من علاقات جوار وثيقة، وكذلك المصالح المتبادلة، والأمن القومي، وقضية مكافحة الإرهاب. وشدد الوزير شكري على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية، وعدم التواجد لقوات أجنبية، وأعمال عسكرية لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، لافتا إلى التواصل مع المبعوث الأممي لتنفيذ القرار رقم 2254 لمجلس الأمن، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل أراضيها. ولفت شكري إلى أن مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري بما يلبي المصالح لكافة الأطراف، مشيرا إلى متابعة التطورات في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، والاستمرار في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة. وأشار شكري إلى الاعتزاز بالاحتفاء ب 80 عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لافتا إلى أن استخدام الروبل وغيرها من الآليات ستكون محل بحث وتفعيل من جانب البلدين.