«لو كان هناك أحد ضد الصهاينة فهو أنا وعن قناعة تامة» هكذا تحدث فاروق حسنى وزير الثقافة ل«الشروق» تعليقا على ما ورد فى مرور الكرام أمس تحت عنوان «شجاعة زاهى وتهافت الوزير». الوزير بدا حريصا على تأكيد أنه صاحب قرار إلغاء الاحتفال بافتتاح معبد موسى بن ميمون رسميا: «أنا اللى اديت أوامر لزاهى حواس بالإلغاء»، أضاف حسنى لافتا إلى أنه «لا يجوز أن أحتفل بعد أن احتفل اليهود، أردت أن أحرم الإسرائيليين من الزعم والفخر بأن هذا معبدهم وتحت وصايتهم». لكن ألم يكن من الأفضل أن تمنع وزارة الثقافة قيام الحاخامات بافتتاح المعبد قبل أن تفتتحه الحكومة المصرية رسميا؟ يرد الوزير باقتضاب: «هذه مسألة أمنية بحتة ولم يكن من الممكن أن يمنعهم أحد فقد جاءوا من كل بلاد العالم، هذه مسألة حساسة للغاية ولابد أن تعالج بدقة شديدة»، ويضيف «معنى حضورهم أننا بلد متحضر». وحول إصرار الوزير على عدم الربط بين إلغاء الاحتفال والانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية فى فلسطين قال فاروق حسنى: «لم أشأ أن أدخل الدين فى السياسة وقد قصدت أن أقطع الطريق عليهم بأن يرددوا أن موسى بن ميمون معبدهم وخاضع لهم»، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لم تنشر تصريحاته فى هذا الشأن بشكل كامل «أدنت إدانة كاملة تعامل الإسرائيليين مع المقدسات فى فلسطين، وقلت إن ذلك انتهاك وسطو على تراث الآخرين، وطالبت كل وزراء الثقافة والتراث فى العالم بالتكاتف من أجل المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى». وشدد حسنى على أن معبد موسى بن ميمون مسألة مصرية خالصة منوها بأنه يتعامل مع المسألة بشكل ميكيافيللى بمنطق «اللى ييجى منه أحسن منه» بنص عبارة الوزير، مفسرا قوله إن وجود مزارات تاريخية لليهود فى مصر يحمل فائدتين، الأولى رسالة للعالم أننا دولة متحضرة تحترم تراث كل الأديان، والثانية فائدة اقتصادية بحتة تأتى من توافد سياح يهود من كل دول العالم على مصر. لكن الإسرائيليين صنعوا وهما اسمه مولد أبوحصيرة وحولوه إلى مزار يهودى واستغلوا المسألة دينيا وسياسيا، يرد الوزير بالقول: «وماذا يمنع أن نستثمر أوهامهم لصالحنا، هناك ناس فى قرية دميتيوه، حيث يقع ضريح أبوحصيرة قالولى يا باشا خليهم ييجوا احنا بنسترزق منهم». وعاد الوزير ليصيغ ما قاله بعض أهالى دميتيوه بقوله: «يجب أن أستفيد من وهمهم، إذا كانوا دهاة فلابد أن نكون أكثر ذكاء ودهاء منهم».