اشتبك عشرات الشباب من الفلسطينيين الملثمين مستخدمين الحجارة مع الشرطة الإسرائيلية في القدسالشرقية اليوم الثلاثاء خلال "يوم الغضب" الذي دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للرد على افتتاح كنيس يهودي أعيد بناؤه في المدينة القديمة. في غضون ذلك، أكدت الولاياتالمتحدة أن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل لن يزور المنطقة كما كان مقررا مع استمرار الخلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول خطط الإسكان في القدسالشرقية. وكان من المفترض أن يصل ميتشل إلى المنطقة مساء اليوم الثلاثاء. واستخدمت الشرطة القنابل الصاعقة لقمع المتظاهرين داخل المدينة القديمة ومع انتهاء المظاهرات بعد الظهر، كانت الشرطة قد اعتقلت حوالي 45 متظاهرا بينما أصيب 100 شخص. وفي حين كانت معظم الإصابات طفيفة ووقعت جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، نقل 10 مصابين للمستشفى لتلقي العلاج، حسبما قال مسئولون طبيون. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن ثمانية من رجال الشرطة أصيبوا خلال المواجهات. وبدأت أعمال العنف في الصباح حيث أحرق المتظاهرون إطارات السيارات وصناديق القمامة وألقوا الحجارة على رجال الشرطة الذين تلقوا تعزيزات تحسبا لوقوع اضطرابات. وقال روزنفيلد إن الشرطة ردت باستخدام "الحد الأدنى من القوة" واستخدمت القنابل الصاعقة لتفريق المتظاهرين. وقال السكان المحليون إن الشرطة الخيالة فضت اعتصاما في حي آخر بالقدسالشرقية مما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين بإصابات طفيفة جراء الغاز المسيل للدموع والضرب. وقال مفوض الشرطة ديفيد كوهين للصحفيين بعد ظهر اليوم إنه، خلافا للتوقعات في بعض الأوساط، لن تتحول أحداث العنف في القدس إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقال إن الشرطة ستبقى في حالة تأهب قصوى، لكنه أعرب عن أمله في عودة الهدوء بحلول يوم الأحد. وقد اندلعت الاضطرابات بعد افتتاح كنيس "الخراب" التاريخي بالمدينة القديمة، والذي بني للمرة الأولى عام 1701، وأعيد بناؤه عام 1864، وتعرض للتدمير في المعارك الضارية التي اندلعت في الحي اليهودي عام 1948 . وانتشرت شائعات فلسطينية بأن اليهود يخططون للصعود إلى مجمع الحرم الشريف لتدمير المسجد الأقصى وإعادة بناء ما يسمى ب"الهيكل الثالث". وقال روزنفيلد إن المجمع سيفتح أمام المصلين المسلمين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما، في حين سيتم منع الجماعات اليهودية والسياح من الدخول. في الوقت ذاته، نظم آلاف الفلسطينيين مسيرة في قطاع غزة للاحتجاج على الإجراءات الإسرائيلية في منطقة المسجد الأقصى. ودعا أحمد بحر، العضو البارز بحركة حماس، لتصعيد الهجمات المسلحة ضد إسرائيل وحث الدول العربية على تحمل مسئولياتها وإرسال طائراتها الحربية وجيوشها لإنقاذ المسجد الأقصى ووقف السياسة اليهودية الرامية إلى تهويد القدس.