القدس المحتلة، واشنطن - وكالات الانباء: واصلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس ولليوم الرابع علي التوالي حصارها المشدد لمدينة القدسالمحتلة والمسجد الاقصي، يأتي ذلك بينما حذرت حركة فتح من اشتعال المنطقة بأسرها حال اقتحام اليهود المتطرفين لباحة الاقصي المبارك. وجاء ذلك قبل ساعات من افتتاح اسرائيل معبد "هاحوربا" أو ما يعرف بكنيس الخراب وهو الكنيس الذي يعتبر اليهود إعادة بنائه ،وفق مزاعمهم، مؤشراً علي قرب بناء معبد جبل الهيكل علي أنقاض الحرم الشريف. وتنطوي عملية إعادة بناء الكنيس التي تعتبر تحديا للمجتمع الدولي والعالم الاسلامي علي خطورة كبيرة كونها تأتي في سياق استهداف كيان المسجد الأقصي والتهويد المستمر لمدينة القدسالمحتلة. وفي الوقت الذي واصلت فيه سلطات الاحتلال حصارها المفروض علي القدس بدأ عشرات اليهود الاستعداد للاحتفال بافتتاح المعبد والذي يستمر حتي اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة . وقالت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث إن هذا الكنيس يعتبر "أكبر وأعلي كنيس يهودي يبني بالقرب من المسجد الأقصي، وقد أقيم علي حساب المسجد العمري وأراضي وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام 7691، ويزعم اليهود ان الجيش الأردني هدم هذا الكنيس عام 8491 وإنهم قد أعادوا ترميمه. وفرضت سلطات الاحتلال اجراءات امنية مكثفة تحسباً لاندلاع مواجهات أو مظاهرات كبيرة في محيط البلدة القديمة، ومنعت المصلين دون الخمسين من العمر من الوصول إلي منطقة الحرم، وأخرجت منه من كان داخله ممن تقل أعمارهم عن الخمسين. ودعت السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلي إضراب مدة ساعتين اليوم، فيما دعت الفصائل الفلسطينية الأخري إلي مظاهرات، كما تعقد الفصائل الفلسطينية في غزة خلال الساعات القادمة مؤتمراً وطنياً بهذا الخصوص. وحذر حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة فتح اليهود المتطرفين من محاولة دخول ساحة الاقصي ، مشيرا الي ان ذلك سيشعل المنطقة بأسرها ولن يقتصر علي الاقصي فقط. وعلي صعيد الازمة الامريكية الاسرائيلية علي اثر الاعلان الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الي اسرائيل ،حذر مايكل أورين السفير الإسرائيلي لدي واشنطن من أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "تواجه أسوأ أزمة منذ 35 عاماً، رغم محاولة مكتب رئيس الوزراء التقليل من خطورتها." وذكرت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان أن أورين اتصل بالقناصل الإسرائيليين العامين طالباً منهم الشروع في حملة إعلامية ودبلوماسية للتأكيد علي أن إعلان البناء في "مستوطنة رامت شلومو" بالقدسالشرقية لم يكن يستهدف المساس بزيارة بايدن لإسرائيل. ومن جهته، أجري مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي، اسحق مولخو ورون درمر، سلسلة اتصالات هاتفية مع كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية ومع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل ، الذي يتوقع أن يصل إسرائيل اليوم، في مسعي لامتصاص الغضب الأمريكي حيال إسرائيل. وعلي صعيد متصل ، أبدي اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة "أيباك"، قلقه من رد فعل واشنطن علي القرار الاسرائيلي . ودعا واشنطن إلي اتخاذ خطوات فورية لتخفيف التوتر بين البلدين، "كما دعاها إلي التركيز علي مواجهة التهديد الإيراني ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلي الإمام.". ومن جانبه، أعرب ديفد اكسيلرود كبير المستشارين السياسيين للرئيس باراك أوباما عن أسفهِ إزاء قرارِ إسرائيل الخاص بالموافقةِ علي بناءِ الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة . وقال في حوار لشبكة تليفزيون" ان بي سي" الامريكي ان هذا القرار ينطوي علي إساءةٍ وإهانةٍ للولايات المتحدة، ولكن الأهم من ذلك أنه يقوِّض الجهود الهشة الرامية لإحلالِ السلام في تلك المنطقة. . وفي غضون ذلك، وصل الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا علي رأس وفد من 80 رجل أعمال إلي القدسالمحتلة في زيارة هي الأولي له إلي إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وعلي صعيد اخر، أبدت طهران علي لسان احد مسئولي وزارة الخارجية استعدادها للمساعدة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وذلك اثر تصريحات أدلي بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الجمعة الماضي اتهم خلالها إيران بعرقلة الجهود لإرساء مصالحة بين حركتي فتح وحماس.