تصدر اسم معبد "دندرة"، التريند بعد مقطع فيديو نشره عملاق التكنولوجيا إيلون ماسك، مبديا إعجابه بحضارة مصر القديمة بعدما علق على فيديو لمعبد دندرة بالأقصر والذي نشرته إحدى صفحات تويتر التي تحمل اسم Weird and Terrifying، وقال: "مصر القديمة كانت متوهجة". ويقع معبد دندرة على البر الغربي لمدينة قنا حوالي 60 كم شمال محافظة الأقصر، وهو من المعابد اليونانية الرومانية، وبدأ بناؤه الملك بطليموس الثالث وأضاف إليه كثير من البطالمة الرومان وبه منظر شهير يمثل الملكة كليوبترا وابنها سيزاريون يوليوس قيصر، وتشتهر سقوفه بالمناظر الفلكية العديدة التي تضم الأبراج السماوية، بحسب كتاب "نشأة المدن المصرية على ضفاف النيل". وعلى الرغم من أن المعبد بُني في العصور البطلمية، إلا أنه من حيث العمارة الجمالية والهندسية له فهو معتمد على الأقونات والرموز المصرية الخالصة، إذ كان للعصر البطلمي عهد جديد في بناء المعابد امتد حتى العصر الروماني ومن بين ما أنشأ في عهود الحكام الإغريق والرومان معابد دندرة وإدفو وكوم إمبو وفيلة، وإن كان إنشاؤها استغرق أزمانا طوالا فمعبد إدفو بني في فترات متقطعة من 237 إلى 57 قبل الميلاد، واسغرق بناء كل من معبدي دندرة وكوم أمبو حوالي قرنا من الزمان، بحسب كتاب ديانة مصر القديمة لأدولف إرمان. وأما عن فن العمارة الذي تميز به معبد دندرة، ذكر كتاب "تاريخ مصر عبر العصور – الجزء الثاني"، أن البطالمة أكثرو من إقامة المنشآت الدينية الضخمة "المعابد" وخاصة جنوب البلاد، ورغم أن الأسر الحاكمة جاءت من حضارة عظيمة وهي الإغريقية فإنهم قد اختاروا أن تكون كل أعمالهم المعمارية وأغلب الأعمال الفنية ذات طابع مصري فرعوني كامل مع بعض الإضافات. ومعبد دندرة مصري العمارة تماما، وأقيم لحتحور ورمزها البقرة وعليه كانت الأعمدة متميزة بتاج رأس حتحور ويعود موقع المعبد وما كان عليه من منشآت إلى الدولة الفرعونية القديمة، والمبنى الموجود حتى الآن يعود إلى عصر البطالمة رغم أن الإمبراطور الروماني تيبريوس أتم منشآته فيما بعد، وفق ما ورد في المرجع التاريخي. والملاحظ أن تاج الأعمدة للمعبد على هيئة رأس حتحور ورمزها، والجدار الخلفي الخارجي للمعبد يبين الحفر الجداري الكبير والوحيد للملكة كليوباترا السابعة وابنها سياسريون الذي أنجبته من يوليوس قيصر, وأغلب المنحوتات على الجدران مميزة بأسلوب "الاستدارة بالأجزاء البارزة من النحت من أزرع وأرجل وحتى الأكتاف والجزع". وكانت العمارة المصرية القديمة لها تأثير كبير على الفنون الواردة إليها، "عرف اليونانيون طريقهم إلى مصر، وبدأ هذا التأثير عندما استوطن عدد من التجار الإغريق عدة مدن مصرية وتأقلموا مع العصر الروماني لم يطرأ جديد على الفن في مصر"، بحسب ما ورد في كتاب الفن القبطي للدكتورة سعاد ماهر.