في ختام جلسة طارئة لمنتدى الوزراء السبعة الرئيسيين في الحكومة الإسرائيلية عقدت مساء السبت، قرر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، تشكيل طاقم لتقصي تسلسل الأحداث المتعلقة بالإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في شمال شرق القدس خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل الأسبوع الماضي. ونقل راديو "صوت إسرائيل" اليوم عن نيتانياهو قوله إنه يقر بذلك ويأسف جدا، موضحا أنه قد اعتذر عن ذلك لبايدن غير أنه لم يكن على علم مسبق على الإطلاق بنيةنشر خطة البناء المذكورة. وأضاف نيتانياهو أنه قام بتنسيق إعلان الاعتذار مع بايدن ، معتقدا أن ذلك سيؤدى لطي ملف الأزمة ولذلك فوجئ بموجة الاستنكارات من الإدارة الأمريكية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الطاقم المكلف بتقصي الأحداث السابقة سيضع أنظمة للحيلولة دون تكرار مثل هذا الحادث. ومن المقرر أن يرأس مدير عام ديوان رئيس الوزراء هذا الطاقم الذي سيضم في عضويته المديرين العامين لوزارتي الداخلية والإسكان وبلدية القدس. جاء هذا بعد يوم واحد من استدعاء الخارجية الأمريكية يوم الجمعة لمايكل اورن السفير الإسرائيلي ، للإعراب عن تحفظها من الإعلان الإسرائيلي، حيث أبلغ جيمس ستاينبرج نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، السفير الإسرائيلي بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالغضب إزاء تزامن الإعلان الإسرائيلي مع زيارة بايدن. في الوقت نفسه، أعربت الصحف الإسرائيلية الأحد عن قلقها من "الأزمة المفتوحة" مع واشنطن, فقد كتبت صحيفة "هآرتس" اليسارية أن "الأزمة التي كنا نتوقعها منذ زمن بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ تولي بنيامين نيتانياهو مهامه قد نشبت"، مؤكدة أن "ساعة الحقيقة قد دقت بالنسبة إلى نيتانياهو الذي سيضطر للاختيار بين قناعاته الإيديولوجية وتحالفه مع اليمين من جهة وبين ضرورة الحفاظ على دعم واشنطن من جهة أخرى" حيث تحتاج إسرائيل لهذا الدعم المهم خاصة لوقف برنامج إيران النووي. أما صحيفة "معاريف" فقد كتبت أن رد فعل نيتانياهو على الانتقادات الأمريكية "يدل على هلعه" خصوصا بعد أن طلبه تشكيل لجنة تقصي الأحداث لتفادي تكرار مثل هذه الأزمة الدبلوماسية. فيما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن ما حدث يعتبر إنذارا أمريكيا حول تجميد الاستيطان ستواجهه إسرائيل بعد أن "بصقت في وجه" حليفها الرئيسي. على الجانب الآخر، أكدت صحيفة "إسرائيل هايوم"، القريبة من نيتانياهو، أن "إسرائيل استخلصت الدروس" من هذه القضية معتبرة أن "رد الفعل الأمريكي مبالغ فيه" نظرا إلى إعراب إسرائيل عن أسفها.