بدا الإعياء الشديد على البابا شنودة الثالث مع ضعف ملموس فى قدرته على التركيز التى اعتادها متابعوه، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده البابا مساء أمس الأول الخميس لنعى شيخ الأزهر الراحل. وخلال المؤتمر أكد البابا أنه وشيخ الأزهر الراحل كانا على اتفاق شخصى دائم فى العديد من القضايا أبرزها الموقف الرافض للإجهاض، والامتناع عن الإفتاء فى تحديد مفهوم الموت السريرى، مع المطالبة بترك هذه المسائل العلمية للأطباء، نافيا فى الوقت ذاته أن يكون هذا الاتفاق بسبب وفاق مؤسسى بين مؤسسة الكنيسة والجامع الأزهر. وأضاف «أنا شخصيا لا أتصور شيخا آخر للأزهر، لقد كان الإمام داعما للوحدة الوطنية ورافضا لكل سلوك طائفى، ويتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الأساقفة فى المحافظات خاصة سوهاج وطما، لكن الأمر لم يكن بيده بل بيد رجال الأمن والسياسيين». وبالرغم من أن البابا لم يستطع تذكر آخر حوار دار بينه وبين شيخ الأزهر قبل أقل من شهر من رحيله خلال افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثانى والعشرين، ولم يستطع تذكر تفاصيل تدخل شيخ الأزهر الداعم للأقباط خلال أحداث العياط، إلا أنه أسند للأنبا يؤانس مهمة حكى موقف شيخ الأزهر من أحداث العياط الطائفية قبل عدة سنوات. وقال البابا «أتذكر فى أحد الأحداث الطائفية أن شيخ الأزهر كان غاضبا وعرض دفع تعويضات وقال لى ارسل ابننا يؤانس حتى نتفاهم، وأنا سأترك لابننا يؤانس مهمة حكى تفاصيل هذه القصة». الأنبا يؤانس سكرتير البابا الشخصى والذى بدا خلال الندوة أن علاقته الحميمة مع البابا قد عادت إلى طبيعتها، بعد أن كانت قد شهدت توترا ملحوظا قبل أشهر، قال إن شيخ الأزهر عرض إصدار شيك بعدة مئات الآلاف من حساب الأزهر لتعويض الأقباط فى أحداث العياط لكن البابا رفض شاكرا الإمام الأكبر على مبادرته الخيرة. من جهة أخرى، اهتمت إذاعة صوت الفاتيكان بخبر وفاة شيخ الأزهر وأبرزت نعى لجنة الحوار الإسلامى المسيحى فى مصر لفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى. ونقلت عن المطران يوحنا قلتة المعاون البطريركى للأقباط الكاثوليك قوله «إننا ننعى عالما جليلا أقام جسورا ثقافية وشجع الحوار بين أصحاب الأديان ومثل رمزا للسلام والمحبة بين شعوب العالم، لقد خسر الجميع فضيلة الدكتور طنطاوى بطيبته وسماحته التى عبرت بصدق عن الشخصية المصرية عوض الله مصر خيرا عنه وألهم ذويه خالص العزاء». وقالت وكالة أنباء الكنيسة الكاثوليكية من روما «تتذكر الكنيسة الكاثوليكية فى مصر على نوع خاص فى هذا الظرف الأليم الترحيب الحار والمحبة الكبيرة وكرم الضيافة التى أبداها الشيخ طنطاوى لدى استقباله فى مشيخة الأزهر قبل عشر سنوات سعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثانى الكبير لدى زيارته التاريخية لأرض مصر المحروسة». وأضافت: «الراحل الكريم كان من أنصار حوار أتباع الأديان مهما كانت الظروف».