أكد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن خسارته فى شيخ الأزهر الراحل «لا تعوض»، ووصفه بأنه كان «صاحب مبادئ وأخلاق ريفية، ولم يتأثر بصخب المدينة»، مشيراً إلى أن دفنه بالأراضى المقدسة الإسلامية تكريم له. وأوضح شنودة، الذى ظهر عليه الحزن الشديد خلال المؤتمر الذى عقده لتأبين ورثاء شيخ الأزهر، أمس الأول، بالمقر البابوى بالعباسية، أن آخر لقاء جمعه بالراحل كان فى افتتاح المؤتمر الإسلامى الدولى، وأنه تحدث خلاله معه ومع الدكتور حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، مشيرا إلى أنه كان دائما متفقا معه فى الرأى. وقال: «كنا دائما نتناقش ونتفاهم ثم نخرج برأى واحد، مثلما حدث فى قانون نقل الأعضاء البشرية ومسألة الإجهاض»، مضيفاً: «لم نكن نختلف مطلقاً، كنا باستمرار رأيا واحدا وفكرا واحدا وتصرفا واحدا». وشدد البابا على أن صداقته وحبه للدكتور طنطاوى، نبعت من توافق السمات الشخصية بينهما، وهو ما أدى إلى وجود صداقة شخصية بينهما. وقال: «ما كان بيننا من صداقة ليس له علاقة بالمؤسستين الدينيتين، وأنا لا أستطيع أن أتصور شيخ أزهر غير المرحوم محمد سيد طنطاوى، ونصلى ونتضرع إلى الله أن يكون الشيخ القادم بنفس الروح والأسلوب ونفس العلاقات الشخصية مع الآخرين، وربنا يختار الأصلح لهذا المكان». وكشف البابا عن مبادرة شيخ الأزهر الراحل لتعويض الأقباط المتضررين فى أحداث العياط عام 2007 ، وقال: «اتصل بى وطلب منى أن أرسل له (ابنه يؤانس) سكرتير البابا». وقال الأنبا يؤانس: «عندما ذهبت إلى الإمام الراحل اخرج لى شيكا من الأزهر بمئات الألوف من الجنيهات، تعويضا لمتضررى أحداث العياط، ولكنى أكدت له أننى لا أستطيع أخذه قبل إبلاغ البابا وأخذ موافقته». وأضاف: «البابا رفض الشيك، وأكد أن الكنيسة ستتحمل كل التعويضات، ولكنه شكر الشيخ جدا وقدر له دوره الرائع فى مساندة الأزهر لإخوته الأقباط».