«مذكرات فرح بهلوى» الصادرة حديثا عن الشروق أثارت الجدل، وطرحت عدة أسئلة حول ما تقوله إمبراطورة إيران السابقة «فرح ديبا» عن شاه إيران وحكم الثورة الإسلامية، خاصة روايتها عن المشهد الأخير فى حكم الشاه. ذكرت ديبا زوجة الشاه والشاهدة عن قرب على أحداث يناير 1979 فى مذكراتها تعليقات كثيرة تهاجم ما حدث لإيران على يد الإسلاميين، إذ تقول فى حاشية المذكرات: «ماذا فعلوا بإيران؟ كل ما حققناه تم التضحية به وتبديده. على صعيد التعليم والصحة، حيث أدرجنا عشرات الآلاف من الإيرانيين فى العمل من أجل المصلحة العامة، كل ذلك الجهد وصل إلى طريق مسدود. وقوّض رجال الدين الحاكمون الاقتصاد النشط.. لقد خدعت الثورة الإسلامية أولئك الذين آمنوا بها وفقدت الشرعية. فطوال تاريخنا الطويل اضطرت إيران أحيانا لتحمل عبء ومعاناة الاحتلال، لكن الغزاة لم ينجحوا أبدا فى تدمير هوية بلادى القومية.. وأعلم أن النور سوف يتغلب على الظلام، وسوف تنهض إيران من بين رمادها». وتزيد ديبا من هجومها على حكم الإسلاميين وهذا أمر طبيعى فقد انتزعوا الحكم عن زوجها، وأصبحت إمبراطورة سابقة خارج بلادها «وهاجر ملايين الإيرانيين، والعديد منهم فر مخاطر بحياته. وهى مأساة بالنسبة للبلاد، ليس فقط من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، ولكن أيضا لأنها خلقت استنزافا للعقول، لا يمكن أن تتحمله البلاد». فى مقابل ما تطرحه مذكرات فرح بهلوى صدرت عدة كتب من قبل تعرض لهذا المشهد المهم فى تاريخ إيران، كلها تقدم وجهة نظر مغايرة ومتشابكة لما تقدمه فرح بهلوى فى مذكراتها، وهذه الكتب هى: «مدافع آية الله قصة إيران والثورة» للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، و«حدائق الأحزان إيران وولاية الفقيه» للكاتب مصطفى اللباد، و«العلاقات المصرية الإيرانية بين الوصال والقطيعة 1970 1981» للدكتور سعيد الصباغ. هيكل: قصة الشاه والإمبراطورة والجنرال د. مصطفى اللباد: الشاه تبنى نموذجاً للتنمية يفوق قدرات إيران الذاتية د. سعيد الصباغ: عندما يكون الحاكم أسرع من شعبه