يعد اسم الإعلامي المصري مفيد فوزي أحد العلامات البارزة في مجال الصحافة والتلفزيون في مصر والوطن العربي، لِما له من تاريخ طويل بدءه كمُعد برامج تلفزيونية في ماسبيرو، مروراً بكثير من البرامج واللقاءات التلفزيونية المهمة مع رموز الفن المصري. مفيد فوزي سعد، ولد عام 1933 في محافظة بني سويف، ووالده كان موظفاً في وزارة الصحة، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة 1959 تميز في عمله الصحفي وكان من أوائل من أعدوا للبرامج التلفزيونية في مصر وظهور الصحافة التلفزيونية، ومن أشهر برامجه حديث المدينة الذي حقق نجاحاً باهراً فقد أجرى فيه حوارات وتحقيقات مع أهم الشخصيات على مستوى العالم العربي وقد تدرج في العمل الصحفي فبدأ في مؤسسة روزاليوسف حتى عين رئيساً لأحد إصداراتها وهي مجلة صباح الخير.، وفق ما ورد في "كتاب الحوار والتحقيق الصحفي بين النظرية والتطبيق" . أثر في تكوينه الصحفي أساتذة في مهنة الصحافة في مصر، كان أولهم محمد حسنين هيكل عندما كان مفيد مازال تحت التدريب في جريدة أخبار اليوم، حيث قال له: "سوف تكون صحفي جيد يوماً ما"، وقال عنه أحمد بهاء الدين: "مفيد فوزي لديه معلومات جيدة ولكنه ليس لديه أسلوب في الكتابة"، والجملة الأخيرة أثرت على تفكير مفيد وجعلته يعكف على القراءة بطريقة نهمة حتى يستطيع اكتساب مهارة الأسلوب. وذكر مفيد فوزي أنه بدأ حياته الصحفية في أثناء مرحلة التمرين وفيما بعدها قليلاً مُقلداً للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، ولكن فيما بعد استطاع أن يجمع بين أسلوب هيكل الرقيق ومباشرة أحمد بهاء الدين، على حد تعبير مفيد في أحد البرامج التلفزيونية، ولكن حبه وعلاقته مع الصحافة بدأت منذ الجامعة عندما كان يُعد مجلة حائط بشكل دوري في كُليته. لم تخلُ حياة مفيد فوزي من العراقيل في بداية حياته الصحفية، ومنها ما تعرض له خلال عمله في مجلة صباح الخير للفصل، بسبب مقال كتبه، في باب "خطاب قصير جداً" كان ينشر بشكل دوري حينها، وكان مقاله موجه إلى عبدالمحسن أبوالنور، وزير الزراعة حينها، انتقد فيها تفاصيل زيارة الوزير، وأُقيل بعد المقال بفترة قصيرة، ولكن حاول الفنان عبدالحليم حافظ مساعدته وفق رواية مفيد في حلقة مسجلة على قناة art. تزوج مفيد فوزي من الإذاعية الراحلة آمال العمدة في الأول من مايو عام 1968 والتي رحلت عن عالمنا في 11 مارس 2001، وأنجب منها ابنته الكاتبة الصحفية حنان مفيد فوزي. تدرب في بداياته الصحفية بجريدة روز اليوسف وعين محررا بمجلة صباح الخير عام 1957، ثم رئيس تحرير مجلة صباح الخير لمدة 8 سنوات على التوالي، ومن أعماله الإذاعية فوازير رمضان مع آمال فهمي، و"أوافق.. أمتنع" تقديم سناء منصور، و"فنجان شاي" تقديم سامية صادق، كما قدم حلقات إذاعية في إذاعة الشرق الأوسط، منها: "ضيف في ليلة صيف"، "خواطر على الهوا"،"أين هم الآن"، "نجوم الشر"، وساهم في إعداد العديد من البرامج التليفزيونية أهمها: "نص ساعة من وقتك" مع سميرة الكيلاني، و"نجمك المفضل" مع ليلى رستم، و"عزيزي المشاهد" مع أماني ناشد، و"تحت الشمس" مع سلوى حجازي. انتقل من مرحلة الإعداد التلفزيوني إلى مرحلة التقديم في مطلع الثمانينيات، ومن برامج تلك الفترة: "عصر من الفن" عن كوكب الشرق أم كلثوم، و"صديقي الموعود بالعذاب" عن صديقه العندليب عبد الحليم حافظ، و"المدفع قبل الخبز أحيانا" مع المشير عبد الحليم أبو غزالة، و"الموسيقار وأنا" وحوار مطول مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب. ومن كتبه "هيكل الآخر" عن محمد حسنين هيكل، وأسماء لامعة، ورومانسيات في زمن الجفاف، وصديقي الموعود بالعذاب والنجاح عن قصة حياة العندليب، والغالي بطرس غالي، وكلام مفيد، وهؤلاء حاورتهم جزأين في الأدب والفن.