قرر مجلس الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إجراء تحقيق مستقل بشأن العنف المستمر ضد المتظاهرين السلميين في إيران. وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك أن الغرض من ذلك أن يقوم خبراء بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وجمع أدلة ثبوت حتى يمكن تقديم المسؤولين عن العنف للمحاسبة في يوم من الأيام. وأقر المجلس قرارا بهذا الخصوص حيث أيده 25 عضوا وعارضه ستة أعضاء فيما امتنع 16 عضوا عن التصويت. وقالت بيربوك إنها سافرت خصيصا لإعطاء صوتها من أجل آلاف الأشخاص الذين يناضلون فقط من أجل حياة كريمة بدون تمييز". وحاولت الصين في اللحظة الأخيرة حذف الفقرة التي تطالب بإجراء تحقيق مستقل من القرار، لكن السفيرة الألمانية رفضت هذا نيابة عن مؤيدي القرار، ولم يحظ طلب الصين بفرصة خلال التصويت. وكانت بيربوك قالت في وقت سابق من اليوم أمام المجلس إن إيران تنتهك حقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع. ووجهت بيربوك وعشرات الدبلوماسيين انتقادا لاذعا لإيران بسبب تزايد العنف ضد المتظاهرين السلميين في البلاد. وقالت الوزيرة إنه يجب ألا يشاهد العالم، وهو مكتوف الأيدي، الطريقة التي "يتم بها قتل أشخاص وأمهات وآباء وأخوات وأخوة وأطفال أبرياء". وأضافت أمام الدبلوماسيين: "اليوم يتم اختبار شجاعتنا في الأممالمتحدة على رفع أصواتنا"، مشيرة إلى أن المواطنين في إيران يرغبون ببساطة في العيش بكرامة ودون تمييز. ورفضت ممثلة الحكومة الإيرانية جميع الاتهامات، وهاجمت ألمانيا بصفة خاصة، وقالت إن ألمانيا تنتهك حقوق الإنسان الخاصة بالإيرانيين، بالتعاون مع دول أخرى من خلال العقوبات التي فرضت على طهران، وأضافت أن وضع النساء في إيران في أفضل حال، وأنهن يتمتعن بالفرص الوظيفية ذاتها في كل مكان. وقالت الوزيرة بيربوك إن حقوق الإنسان لا تتدع مجالاً لإدخال تفسيرات عليها، وأكدت أن الحق في حرية التعبير مكفول ويسري أيضًا في إيران، وأضافت: "لقد تم إنشاء مجلس حقوق الإنسان ليكون صوتا للأشخاص الذين يتم حرمانهم من حقوقهم غير القابلة للتجزئة في أوطانهم". وتابعت: "عندما يتم إساءة استخدام الحق في السيادة من أجل قمع الشعب وانتهاك ميثاق الأممالمتحدة، سيتعين على الأممالمتحدة حينئذ أن ترفع صوتها"، وقالت إن صورة فتاة صغيرة راكعة أمام نعش أمها وهي تصرخ رافعة وجهها للسماء أثر فيها للغاية، وأضافت أنها سارت بنفسها في مظاهرات كثيرة، وأحيانا بعربة أطفال. وشاركت بيربوك في جلسة خاصة عقدها مجلس حقوق الإنسان بشأن "تدهور وضع حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية". وأكدت بيربوك في برلين اليوم قبيل توجهها إلى جنيف أنها تعتزم تعزيز الضغوط على طهران في ظل استمرار العنف ضد المتظاهرين في إيران، ومنح المتظاهرين في إيران صوتا داخل مجلس حقوق الإنسان. وقالت الوزيرة الألمانية في وقت سابق ببرلين: "اليوم يمكن لأعضاء مجلس حقوق الإنسان إعلان المعارضة للظلم ولحالات الضرب وإطلاق الأعيرة النارية التي يسعى نظام الحكم الإيراني من خلالها إلى تدمير احتجاج سلمي". وتابعت بيربوك: "رسالتنا هي: إننا لن نشاهد فقط. سنتوجه إلى مكان حيث يمكننا أن نفعل شيئا بصوتنا من أجل حقوق الإيرانيات والإيرانيين". وأدانت وزيرة الخارجية الألمانية "العنف الوحشي واستبداد الدولة الذي يروح ضحيته إيرانيون وإيرانيات"، بحسب تصريحات سابقة لها. وجاء عقد الجلسة بناء على طلب من ألمانيا وأيسلندا، وبدعم من أكثر من 50 دولة عضو في الأممالمتحدة. وتطالب هذه الدول بإنهاء العنف وتناشد الحكومة في طهران احترام الحق في حرية التعبير. يذكر أن مظاهرات انطلقت في إيران بسبب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية في منتصف سبتمبر الماضي، بعد القبض عليها بسبب مخالفتها لقواعد الزي الإسلامي.