كان من المقرر أن يصل الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة الرئيس حسنى مبارك إلى مدينة هايدنبرج لإجراء فحوصات طبية للكشف عن أسباب آلام متكررة بالمرارة. وعلمت «الشروق» من مصادرها أن الرئيس الذى سيصل هايدنبرج قادما من برلين بعد مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سيتوجه مباشرة إلى مستشفى هايدنبرج الجامعى لإجراء الفحوصات الطبية ترافقه السيدة الأولى سوزان مبارك ونجلاه علاء وجمال اللذان وصلا إلى هايدنبرج من القاهرة. وفى حين لم تقدم المصادر الرسمية تقييما للمدة التى تستغرقها الفحوصات الطبية، قال مصدر طبى إن هذه الفحوصات عادة ما تستغرق يومين متتاليين. وحسب المصدر الطبى نفسه فإن الفحوصات تشمل أشعة وتحاليل وفحوصات منظارية وتتطور حسب الحالة. وحسب المصادر الرئاسية فإن بيانا سيصدر عن مؤسسة الرئاسة فور قيام الأطباء المشرفين على الفحوصات الخاصة بالرئيس مبارك بإصدار تقريرهم عن حالة الرئيس. ولم تعلن مؤسسة الرئاسة الموعد المرتقب لعودة الرئيس غير أن مصادر ل«الشروق» توقعت عودته يوم الاثنين المقبل. «الأمر غير مقرر بعد ولكن مطلع الأسبوع المقبل ممكن يوم الاثنين»، هكذا قال مصدر. المصدر نفسه قال إن الرئيس مبارك لم يوقع تفويضا لصلاحياته لرئيس مجلس الوزراء لأنه «من غير المقرر حتى الآن أن يخضع الرئيس لأى نوع من التخدير». وقال مصدر طبى إن الأسباب المتوقعة لآلام المرارة فى حالات مشابهة من حيث المرحلة العمرية ومجمل الحالة الصحية تتراوح بين حصوات «وهذا السبب الأغلب وتجرى إزالتها حاليا بسهولة بتدخل بالمنظار». وقد لاقى الإعلان الرسمى عن اعتزام الرئيس إجراء فحوصات طبية ارتياحا كبيرا فى الشارع المصرى ورأى مواطنون تحدثوا ل«الشروق» أنه دليل تطور جيد فى تعامل مؤسسة الرئاسة مع شئون الرئيس الصحية. وزير الإعلام أنس الفقى قال ل«الشروق» عبر اتصال هاتفى من ألمانيا إن «صحة الرئيس شأن مهم وبالتأكيد يهم كل مواطن مصرى ويجب أن يعالج بشفافية فى الإعلام». «كل إنسان فينا معرض للمرض والرئيس زيه زى أى حد ممكن يصيبه المرض وربنا يشفى الجميع»، هكذا قال حاتم المهندس الخمسينى الذى تحدث ل«الشروق» فى ضاحية المعادى. حاتم قال إنه لا يشعر على الإطلاق بالقلق على صحة الرئيس أو حالته. «كل إنسان معرض من وقت لآخر لوعكة صحية وفى المجمل فالرئيس يبدو فى حالة جيدة.. كان أمس مع ميركل وكان فى حالة طيبة.. الرئيس شكل صحته أحسن من صحة والدى ووالدتى وهما فى نفس سنه.. ربنا يديله الصحة». فى مصر الجديدة قالت غادة «نعم عرفت من قناة النيل للأخبار أن الرئيس سيجرى فحوصات طبية فى ألمانيا بعد مقابلة مسئولين هناك... حاجة عادية كل الناس بتروح للدكتور». غادة مثل حاتم لا تشعر بالقلق على صحة الرئيس وتقول إنها مرتاحة «للاحترام والصراحة اللى الدولة اتعاملت بها مع الموضوع». حاتم وغادة كما نصر سائق التاكسى فى القاهرة يقولون إن هناك أسئلة حول مستقبل الحكم فى مصر ولكنهم لا يربطون بالضرورة بين هذه الأسئلة والفحوصات الطبية التى يجريها الرئيس. «ده موضوع وده موضوع ممكن الرئيس يكون بكامل صحته وفجأة يكون فى احتياج لحد تانى.. المستقبل موضوع تانى»، قال نصر وهو يقطع شارع الجلاء. المستقبل حسب نصر «فى علم ربنا بس الواحد لازم يكون مستعد». فى الوقت نفسه لم يربط الكثيرون بين سياق الحديث حول احتمال ترشح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى للرئاسة وبين تطورات صحة الرئيس. مواطنون تحدثوا ل«الشروق» قالوا إن الحديث عن ترشيح البرادعى أو غيره هو أمر منفصل ومهم بغض النظر عن صحة الرئيس. «حتى لو الرئيس بصحة كويسة برده لازم نفكر إن الانتخابات القادمة يجب أن تكون تنافسية وفيها أسماء كثيرة مهمة.. بما فى ذلك أمام الرئيس نفسه»، هكذا قال حاتم. آخرون رأوا أن الحديث عن الفحوصات الطبية للرئيس قد يكون مؤشرا على الحاجة للنظر فى البدائل بصورة أكثر إلحاحا. منى التى تحدثت ل«الشروق» فى المهندسين قالت «الرئيس ممكن يكون عاوز يستريح ودى حاجة طبيعية جدا.. ولازم نفكر من دلوقتى مين ممكن يكون رئيس مصر اللى جاى.. ممكن نفكر فى البرادعى وممكن نفكر فى أى حد تانى.. وكمان ممكن نفكر فى جمال.. المهم يكون فيه تصورات».