احتفلت سفارة المكسيك بالقاهرة، مساء أمس الأربعاء، ب"يوم الموتى"، الذي يعتبر مناسبة تقليدية خاصة لدى المكسيكيين، الذين يحتفلون به يومي 1 و2 نوفمبر من كل عام، تزامنا مع التواريخ الكاثوليكية ليوم إحياء ذكرى الراحلين، وعيد جميع القديسين، حيث يتذكرون في هذا اليوم أحبائهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة ويكرمون موتاهم، معتقدين أن أرواحهم تهبط إلى الأرض. ونظمت السفارة المكسيكية بالقاهرة، احتفالية "يوم الموتى" في مقرها مساء أمس، بحضور ممثلين عن عدد من السفارات، وأبناء الجالية المكسيكية بمصر، ومجموعة من الصحفيين، كما أعدت لذلك الطقوس الخاصة بها، بداية من استخدام الزينة المعتادة من (الهياكل العظمية، والجماجم، والشموع، والورود، والبخور)، بالإضافة إلى المخبوزات والمشروبات الخاصة بتلك المناسبة. وضمن الاحتفال، قامت السفارة بتصميم نماذج محاكاة للقبور في حديقة مقرها، أحاطتها بالشموع والورود والبخور، كرمز لقبور الأقارب والأحباء، بالإضافة إلى إقامة مذبح، وكأن يرقد بداخله المتوفي، وتم تزيينه بالورود والشموع والجماجم (كتعبير عن المتوفين بحيث ترمز كل جمجمة لشخص). وفي لفتة طيبة، وضعت السفارة المكسيكية بالقاهرة، في المذبح، صورتين واحدة للفنان الراحل هشام سليم، والأخرى للممثل المكسيكي الراحل مانويل أوجيدا. وأوضحت السفارة، أن سبب اختيار "سليم" و"أوجيدا" لتذكرهما ضمن احتفالها ب"يوم الموتى" لهذا العام، هو أن كلاهما توفيا خلال العام الجاري (2022)، وكان لهما شعبية ومسيرة طيبة في بلديهما. يشار إلى أن الفنان هشام سليم توفي في شهر سبتمبر الماضي عن عمر يناهز 64 عاما، بعد صراعه مع مرض السرطان، كما توفى الممثل المكسيكي مانويل أوجيدا في شهر أغسطس الماضي عن عمر يناهز 81 عاما. ويعتبر المذبح أحد أهم طقوس الاحتفال ب"يوم الموتى" المكسيكي؛ لذلك لا يكون تصميمه عشوائيا، حيث إن أدوات تزيينه تحمل معاني ودلالات. إعداد مذبح الاحتفال يكون "المذبح" هو أحد أهم العناصر في احتفال المكسيكين بتقليد "يوم الموتى"، والمعروف أيضا باسم "قربان يوم الموتى"، وهو بناء رمزي ناتج عن المزج بين أيديولوجية قبل الغزو الإسباني والعقائد الدينية الكاثوليكية. وينطلق إعداد المذبح من عقيدة أن المتوفي، الذي يقام من أجله هذا المذبح، يأتي من العالم الآخر للاستمتاع بالأطعمة والمشروبات المفضلة لديه أثناء حياته. مستويات المذبح: وللمذبح مستويات تعبر عن رؤية كونية للعالم المادي والعالم الروحاني معا، ويحتوي على ال4 عناصر (النار، والماء، والهواء، والأرض)، ونجد العديد من الأشكال المختلفة له، على سبيل المثال: 1- مذبح ذو مستويين: أحدهما يرمز إلى الأرض، والآخر الأعلى يرمز إلى الجنة. 2- مذبح ذو 3 مستويات: وهي ترمز إلى (الأرض، المطهر، الجنة). 3- مذبح ذو 7 مستويات: وهي تمثل المراحل التي يجب أن تمر بها الروح من أجل الوصول إلى الراحة الأبدية أو السلام الروحي. ونجد في المذبح رموزا للعناصر الأربعة كالتالي: - الروائح للتعبير عن الرياح: كان المكسيكيون القدماء يستخدمون الصمغ، لكن في الوقت الحالي من الممكن استخدام أنواع من البخور، وهو يرمز إلى تطهير الروح. - الورق المزركش: يرمز إلى النقاء والحزن. وكان السكان الأزتيك يستخدمون ورق الأماتي ذو الرسومات التي تعبر عن الآلهة المختلفة، بينما في الوقت الحالي يستخدم الورق ذو الألوان المختلفة به رسومات من تصميم الفنان المكسيكي، خوسيه جوادالوبي بوسادا، وهو الذي ابتكر شخصية "الكاترينا" الشهيرة. - تمثيلا عن النار: نجد في المذبح الشموع، سواء كانت عطرية أو من البرافين، وهي التي تنير الطريق للروح من أجل العودة إلى عالم الأموات، ويتم وضع 4 شموع عطرية أو دينية، والتي تمثل الاتجاهات الأربعة. - تمثيلا عن الماء: يتم وضع الماء في المذبح في كوب أو إبريق؛ لتهدئة ظمأ الروح. - تمثيلا عن الأرض: للتعبير عن الأرض يتم وضع العديد من البذور، مثل بذور الذرة، والفول، والكاكاو، وغيرها. وتوجد عناصر أخرى بالمذبح، منها: - الورود: تستخدم زهور المخملية، فقط للتزيين. - الجماجم: وهي تصنع من السكر أو الكاكاو، أو بذور القطيفة المخملية، وتشير أيضا إلى أن الموت قد يكون لذيذا وليس مرا. - الأطعمة: وفقا للتقاليد، يتم وضع الطعام المفضل للمتوفي، ولا يُغفَل خبز يوم الموتى اللذيذ. - مشروبات كحلية: يمكن وضع مشروبات مثل التيكيلا، أو مشروب "رومبوبي" المكون من البيض مع اللبن والنبيذ، أو شراب "البولوكي" المصنوع من صبار الأجافي. - يمكن أيضا وضع متعلقات شخصية، وفي حالة أن يكون المتوفى طفلا، فمن الممكن وضع لعب أطفال. - متعلقات دينية: يمكن وضع صلبان أو صور للقديسين أو سبح وغيرها.