شهد مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال الاجتماع التأسيسي لمجموعة السلام العربي، وذلك بحضور كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، والمنسق العام للمجموعة سمير حباشنة وزير الداخلية الأردني الأسبق، السلام العربي، والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر ووزير الثقافة الأردني السابق دكتور عبدالله عويدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي. وقال الأمين العام أحمد أبو الغيط في كلمة خلال الاجتماع إن "المنطقة العربية تعيش في دوامة أزمات منذ عام 2011 ولم تبرحنا بعد تبعات هذه الأزمات وآثارها على الأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي برمته. وأضاف: "ثم جاءت أزماتٌ عالمية غير مسبوقة في حدتها وشمولها، مثل كورونا والحرب في أوكرانيا، لتُضيف إلى منطقتنا المأزومة تحدياتٍ جديدة، وتفرض على دولنا مواجهة تهديدات غير متوقعة، مثل أزمة الغذاء والتباطؤ الاقتصادي، فضلاً عن حالة انعدام اليقين التي تسود قمة النظام الدولي، بما يُزيد من تعقيد ودقة المواقف الخارجية للدول في زمنٍ صار الاستقطاب طبيعته، والمنافسة بين القوى الكبرى سمته الأساسية". وتابع: "هذه التحديات الجسيمة تقتضي شحذ الإمكانية العربية بكاملها، وتستلزم حشد طاقة المجتمعات والدول إلى حدودها القصوى، فالدول بأجهزتها، والحكومات بإمكانياتها -ومهما بلغت هذه الإمكانيات- لا قِبل لها بمواجهة هذه التحديات والتهديدات بمفردها". وأشار في هذا السياق إلى الآمال التي تعلقها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مجموعة السلام العربي بوصفها إسهاما أصيلا تشتد الحاجة إليه من أجل إنتاج الأفكار والمبادرات وباعتبارها مددا لا غنى عنه للمجتمعات والدول العربية التي تحتاج إلى أصوات مختلفة وربما أفكار غير تقليدية، والحقيقة أن المزيج المتميز، الذي تتشكل منه مجموعة السلام العربية متضمنة للمفكرين والسياسيين البارزين بخبراتهم الطويلة والمسؤولين السابقين من أعلى المستويات، يؤهلها للقيام بأدوار تسد فراغا كبيرا في إنتاج الأفكار وتفعيل المبادرات على حد سواء. من جهته، صرح المنسق العام لمجموعة السلام العربي الوزير سمير حباشنة: "الحديث الأهم الآن عقب الاجتماع التأسيسي هو كيف لنا أن نبلور خطة عمل أو خارطة طريق للتحرك باتجاه اليمن، سوريا، ليبيا، وأيضا باتجاه الانقسام الفلسطيني، فنحن نسعى لحلق حالة حياد واعتدال بما لدينا من قدرة على التواصل مع جميع الأطراف، فمن أهم ما يميز هذا الجمع هو قدرته على فتح نوافذ مع الجميع من خلال جميع القضايا العربية. وأضاف: "منذ أربع أعوام كان هذا الجمع مجرد محاولات، أما اليوم فقد أصبح مؤسسة تم الإعلان عنها وعن هدفها الرئيسي تحت مظلة بيت العرب لذلك أعتقد أن بهذا الإعلان أصبح لدينا جميع عناصر القوة لنبدأ مرحلة جديدة في مسار العمل العربي المشترك. أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي فقد أكد أن مجموعة السلام العربي هي فرصة لتجاوز جميع الدعوات التي يعمل على نشرها أعداء الوطن العربي نحو التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن قريبا سيكون هناك نتائج مهمة تعلن عنها المجموعة، كما عبر عن حرص جميع الأعضاء على العمل على اتساع الدائرة لتشمل جميع الفئات شباب ونساء. وأضاف انه تم بالفعل وضع نظام اساسي داخلي للمجموعة، انطلاقه جاء من جامعة الدول العربية ليأخذ أبعاده حيث جميع المجموعات الدولية ذات الاختصاص. بدوره، قال عبدالله عويدات وزير الثقافة الأردني السابق: "نآمل من خلال مجموعة السلام العربي أن نسد الفراغ الذي يعانيه البعض في دولنا العربية، حيث نعمل على بث الأمل وطرح الأفكار والمبادرات، التي بدورها قد تساهم في نشر ثقافة السلام لا الانقسام". وأضاف: "نحن في المنطقة العربية ندفع ثمن الانقسام من أبناءنا، فقد حان الوقت ليعي الجميع قيمة السلام وأن نعمل على زيادة هذا الوعي بما يضمن قدرتنا على مواجهة جميع المساعي التي تهدف للانقسام، الذي استطاع أن يجعل من منطقتنا منطقة ضحايا لا منطقة تقدم". يذكر أن مجموعة السلام العربي تسعى إلى نشر ثقافة السلام والقيام بمهمات وساطة نزيهة بين الأطراف العربية المتنازعة عبر الحوار وصولا لتسويات سلمية وتفاهمات سياسية بما يحفظ مصالح الجميع ولاسيما مصالح الشعوب والبلدان العربية.