لدينا إمكانيات ومقومات هائلة لم تستغل حتى الآن.. و«حرق الأسعار» آفة تهدد الأمن القومى ولابد من معاقبة مرتكبيها تشجيع إقامة الفنادق والمنتجعات بالساحل الشمالى لتوفير 15 ألف غرفة.. ومراعاة احتياجات السائح الأوروبى من المنشآت الفندقية لأن المتاح يناسب الخليجيين فقط التسويق لبرامج الإقامة الطويلة خلال الشتاء فى ظل أزمة الغاز بأوروبا ضرورة مؤتمر المناخ وأزمة الطاقة فى أوروبا سيعيدان مجددا الرواج للسياحة المصرية لمواسم الذروة أكد أنور هلال نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء على قدرة قطاع السياحة المصرى تحقيق 30 مليار دولار دخلا سياحيا سنويا، راهنا الوصول إليه بإزالة العراقيل التى تحدد من معدلات النمو المستهدفة. «هدف صعب وسهل فى نفس الوقت حيث تباينت الآراء حول هذا الهدف بين قلة تراه صعبا وأغلبية تراه ممكنا» أضاف هلال، مشيرا إلى أن من يرونه صعبا ليس لأسباب تخص إمكانياتنا السياحية التى لا مثيل لها لكن ربما فى عدم ثقتهم على القضاء على السلبيات التى تعرقل النمو السياحى والتى ما زالت العائق الأكبر أمام تحقيق هذا الهدف. يشهد قطاع السياحة تحركات مكثفة خلال الفترة الحالية لتحقيق مستهدف الدولة الخاص بالوصول إلى 30 مليار دولار دخلا سياحيا سنويا فى ظل الدعم غير المسبوق للقطاع من الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء؛ نظرا لأهميته الكبيرة فى توفير الايرادات اللازمة للدخل القومى وتوفير المزيد من فرص العمل وحل مشكلة البطالة. وقال هلال ل«مال وأعمال الشروق» إن السياحة يجب أن تكون قضية أمن قومى وأن تكون الشغل الشاغل لكل مواطن مصرى، خاصة أنها بإمكانها حل معظم المشكلات الاقتصادية للدولة؛ لأنها بمثابة مصنع جاهز للتشغيل فى أى وقت حال توافر البيئة المناسبة له. وأكد هلال أننا يجب أن ندرك جميعا أهميتنا كدولة سياحية كبرى لها مقومات ومميزات عديدة لا تتواجد فى دول العالم.. لافتا إلى ضرورة استغلال هذه المقومات والإمكانيات حتى نستطيع تحقيق 30 مليار دولار إيرادات سياحية وتعظيم إيرادات الدخل القومى من السياحة. «هدف تحقيق العوائد ومعدلات النمو من ربحية وتوسع واستثمار يمكن تحقيقها أسرع مما يتوقع الكثيرين وخلال سنوات معدودة فهناك امكانيات جاذبة للسياحة كبيرة جدا ولم يتم الاستفادة منها كما ينبغى» أضاف هلال. وأوضح أن مصر تستطيع الوصول إلى هذا الرقم وربما تزيد عنه خلال سنوات قليلة فى ظل الاهتمام والدعم الحكومى الكبير الذى تحظى به حاليا حاليا ومن اعلى المستويات. وأشاد أنور هلال بما تقدمه الدولة للقطاع والتى شيدت بنية تحتية قوية تستوعب أى نمو سياحى منتظر، وكذلك عمليات التطوير التى شهدتها كل المدن السياحية والطرق المؤدية اليها وكذلك التسهلات الممنوحة للسائحين فى الحصول على التأشيرات وكذلك إنهاء المعاناة فى تعدد جهات الاختصاص والمراقبة وكذلك تطوير الموانئ والمطارات وغيرها من أعمال البنية الاساسية المطلوبة لنمو وازدهار النشاط السياحى. وطالب بضرورة تشجيع المستثمرين على إنشاء فنادق جديدة بمنطقة الساحل الشمالى والعلمين تتناسب مع احتياجات السائح الاجنبى وخاصة السائح الاوروبى الذى يفضل هذه المنطقة التى تتمتع بمقومات سياحية ليس لها مثيل فى العالم؛ حيث إن العدد المتاح من الفنادق بالمنطقة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهذا لا يكفى.. مشيرا إلى أن الفنادق التى تم إنشاؤها بمدينة العلمين الجديدة تناسب السائح الخليجى لكنها لا تناسب السائح الاوروبى الذى يحتاج إلى فنادق تتراوح أسعارها حاليا ما بين 100 إلى 200 دولار فقط فى الليلة، خاصة أن هناك منافسة كبيرة بيننا وبين دول أخرى على جذب هؤلاء السائحين. وأكد على ضرورة زيادة الطاقة الفندقية بمنطقة الساحل الشمالى حتى نستطيع جذب تدفقات سياحية جديدة من دول كازاخستان والتشيك وتشسلوفاكيا، كما يجب أن يكون إنشاء الفندق المواجه للبحر هو الاساسى وليس منتج الإسكان السياحى هو الأساس، كما ينفذ البعض مشروعاته حاليا لأننا فى حاجة ماسة لزيادة الطاقة الفندقية بهذه المنطقة الواعدة.. مشددا على ضرورة الوصول إلى 15 ألف غرفة فندقية خلال خمس سنوات بهذه المنطقة حتى نستطيع جذب آلاف السياح الأوروبيين إلى الساحل الشمالى خلال فصل الشتاء أيضا ليستمر الموسم من بداية أعياد الايستر حتى شهر نوفمبر من كل عام. وأشار هلال إلى ضرورة اتجاه القطاع السياحى الخاص إلى استثمارات بأنماط جديدة لا تحقق مكسبا سريعا فى البداية، لكن الربح سيكون وفيرا لهم وللدولة بعد ذلك، كما يجب التخلص من آفة حرق الاسعار ومعاقبة مرتكبيها حتى يكونوا عبرة لغيرهم؛ لأن ذلك يمثل خطرا يهدد الامن القومى السياحى من خسائر للمستثمرين وإساءة لسمعة مصر السياحية.. لافتا إلى اهمية الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للسائحين، وكذلك الاهتمام بتدريب العمالة لأنها أهم عنصر فى المنظومة السياحية. أكد الخبير السياحى أنور هلال أنه يجب أن تتعاون الحكومة والقطاع الخاص لإطلاق حملة توعية سياحية على أعلى مستوى تليق بمكانة مصر السياحية لتوعية المواطنين بأهمية السياحة وأنها بحق «خير لينا كلنا»؛ لأن الكل مستفيد منها.. لافتا إلى ضرورة إطلاق حملة دعائية ترويجية يتم فيها التركيز على أنماط سياحية جديدة ومنها سياحة اليخوت والحوافز والمؤتمرات والسياحة العلاجية والرياضية.. لافتا إلى أهمية إطلاق أجندة سياحية تليق بمصر، وخلق أحداث سياحية وأيضا استغلال الافتتاحات الاثرية وبدء حملة ترويجية مكثفة تليق بنا كدولة سياحية قوية قادرة على المنافسة ولها تاريخها وحضارتها العظيمة. وأكد أنه عندما تصبح مصر دولة سياحية ستختفى الكثير من السلوكيات السلبية مثل مضايقة السائحين والتحرش بهم ليصبح ضيفا له حق الضيافة وكرمها.. لافتا إلى اهمية إقرار تشريع يوقف التحرش ويعاقب المتحرش لتستمر محاكمته حتى ولو عاد السائح لبلده. وأشار إلى أهمية وضع خطة هدفها تحويل مصر من بلد يبيع منتج سياحى إلى بلدى سياحى، وهذا سيتحقق من خلال عدة محاور اهمها الاهتمام بالعاملين بالقطاع السياحى وتدريبهم على أعلى مستوى، خاصة أن العديد من الكفاءات تركت القطاع السياحى فى ظل الازمة التى تعرض لها القطاع جراء أزمة جائحة كورونا مع التأكيد أن القطاع السياحى أيضا يوفر فرص عمل كبيرة لأنه يعتمد على العنصر البشرى بشكل كبير. وأشار نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إلى ضرورة وضع ضوابط وتوجيهات تحكم آلية التعامل مع السائح فى وسائل النقل والشوارع والميادين والمناطق السياحية ووجود لافتات باللغة الانجليزية بمختلف الشوارع وصولا إلى ثقافة التعامل مع السائح كما هو فى العالم كله حتى نرى السائح يتجول فى شوارع مصر ووسائل النقل والقطارات هو واسرته بحرية تامة. وأوضح أن كل المؤشرات تشير إلى أن الموسم السياحى الشتوى القادم سيكون موسما قويا وأن الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الموسم الشتوى ستكون «مبشرة» إلا أنه لا يمكن حصرها حاليا بسبب المتغيرات الاقتصادية والصحية والسياسية العالمية والإقليمية والتى تتغير بين لحظة وأخرى.. وأشار إلى أهمية التركيز على تكثيف الترويج لخطط تسويق برامج «الإقامة الطويلة خلال الشتاء» والذى طرحته العديد من شركات السياحة والفنادق المصرية لجذب السياح الأوروبيين من كبار السن لقضاء فصل الشتاء المقبل بالمنتجعات السياحية المصرية ولاسيما شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم فى ظل الحديث عن أزمة نقص إمدادات الغاز الروسى للدول الأوروبية خلال الشتاء. وأكد نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء أن التصريحات التى أطلقها رئيس الوزراء أخيرا خلال لقائه مستثمرى السياحة بشرم الشيخ بدعم القطاع ولو ب «لبن العصفور» بعثت الأمل فى الوسط السياحى.. مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد بوادر انفراجة للمشروعات السياحية المتعثرة بدعم من الحكومة.. وأضاف أن وزارة السياحة والآثار تبذل جهودا مكثفة لحل مشاكل المستثمرين السياحيين وتشغيل المشروعات والفنادق المتعثرة طبقا لتوجيهات الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إلى وزير السياحة والآثار أحمد عيسى بضرورة العمل على تشغيل المشروعات والفنادق المتعثرة خاصة بمدينة شرم الشيخ قبل انطلاق المؤتمر العالمى للتغيرات المناخية نوفمبر القادم وسرعة إيجاد حلول لها، دعما لهذا القطاع الحيوى. وحول استفادة القطاع السياحى من مؤتمر المناخ الذى سينعقد بمدينة شرم الشيخ نوفمبر القادم قال أنور هلال إن هذا المؤتمر وأزمة الطاقة فى أوروبا سيعيدان مجددا الرواج للسياحة المصرية لمواسم الذروة التى حدثت خلال عامى 2010 و،2019 حيث تشهد المدينة حاليا استعدادات على أعلى مستوى لاستضافة الحدث الدولى الكبير.. مؤكدا أن قمة المناخ العالمية تعد أكبر دعاية لمصر وسيكون لها مردود ايجابى كبير على حركة السياحة، خاصة أن قادة العام ستحضر فاعليات هذه القمة، كما أن وسائل الاعلام العالمية ستنقل هذا الحدث الكبير لحظة بلحظة من على أرض مصر.. وأشار إلى أن هناك حالة من الاستنفار الشديد داخل مدينة شرم الشيخ بصفة عامة والقطاع السياحى بجنوب سيناء بصفة خاصة استعدادا لانعقاد المؤتمر الذى من المقررأن تشارك به نحو 154 دولة.. كما سيحضره العديد من قيادات ورؤساء دول العالم ضمن 35 ألف مشارك فى الحدث التاريخى.