أعلنت لجنة جائزة نوبل، أمس الجمعة، عن منح جائزة نوبل للسلام عن عام 2022، للبيلاروسي أليس بيالباتسكي، ومنظمتي ميموريال الروسية ومركز الحريات المدنية الأوكرانية. تواصلت "الشروق" مع المتحدثة باسم منظمة ميموريال الفائزة بجائزة نوبل، ناتاليا بيتروفا، التي أعربت في رسالة صوتية عن سعادة المؤسسة بفوزها بهذه الجائزة العريقة قائلة: "لنا الشرف بالفوز بجائزة نوبل، ونشعر بالسعادة والحماس تجاه المستقبل". شرحت بيتروفا، ل"الشروق"، أهداف منظمة ميموريال التي جعلتها واحدة من الفائزين بجائزة نوبل لهذا العام، وهي الدفاع عن حقوق الإنسان، ومساعدة ضحايا القمع، ومحاربة العنف في أي دولة، مشيرة إلى أن منظمة ميموريال هي شبكة من الأشخاص الذين يكملون ما بدأه المؤسسان أندريه ساخاروف وأرسيني روجينسكي، منذ أكثر من 30 عاما، موضحة أن المنظمة تعمل في روسياوأوكرانيا والعديد من دول العالم. تقول بيتروفا: "تعيش منظمة ميموريال حاليًا تحت ضغط شديد، مثل بقية المنظمات الحقوقية في روسيا، ولكن الذاكرة لا تنسى، والحرية لا يمكن حبسها، ولذلك سنواصل عملنا، ولن نقف مهما كانت الظروف". وجهت منظمة ميموريال رسالة تضامن للناشط البيلاروسي أليس بيالياتسكي، الذي يتقاسم معهم جائزة نوبل، بعدما سعت السلطات الحكومية إلى إسكاته، فاحتجز رهن التحقيق دون محاكمة منذ عام 2020 وإلى الآن، وبالرغم من هذه المصاعب إلا أن "أليس" لم يتنازل عن الكفاح من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية في بيلاروسيا. وأوضحت بيتروفا أن ميموريال تفكر في أليس وغيره من السجناء السياسيين في سجون روسياوبيلاروسيا، بالإضافة إلى تضامنهم مع ما أسمتهم بالزملاء في أوكرانيا، الذين مازالوا يعملون من أجل حماية حقوق الإنسان في ظل ظروف الحرب، قائلة: "سجن أليس في بيلاروسيا حاليًا، يعكس ما تتعرض له المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من صعوبات". أكدت المنظمة أن حصولها على جائزة نوبل في هذا الوقت بالذات، الذي تخوض فيه روسيا حربًا مع أوكرانيا، ويتم فيها انتهاك الحريات داخل روسيا نفسها كل ثانية يعد بمثابة تأييدًا لحقوق الإنسان، فقالت بيتروفا: "يجب أن نتذكر الآن أكثر من أي وقت مضى الأطروحة التي صاغها أندريه ساخاروف منذ عدة عقود، والتي تقول: السلام والتقدم وحقوق الإنسان هي 3 أهداف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها، ولا يمكنك تحقيق إحداها بإهمال الأخرى، والدولة التي تقمع حقوق الإنسان داخل بلد ما، تشكل حتما تهديدًا للسلام". وقالت لجنة جائزة نوبل: "الحائزون على جائزة السلام يمثلون المجتمع المدني في أوطانهم، لقد عززوا لسنوات عديدة الحق في انتقاد السلطة وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين". وأضافت اللجنة: "لقد بذلوا جهدا رائعًا لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة، إنهم يظهرون معا أهمية المجتمع المدني للسلام والديمقراطية"، بحسب ما ذكر في موقع "رويترز".